Hind Ma Bacd Ghandi

Lubna Cimad Turki d. 1450 AH
112

Hind Ma Bacd Ghandi

الهند ما بعد غاندي: تاريخ أكبر ديمقراطية في العالم

Genres

39

وقد أسفرت الدعاية السلبية والقمع عن الآثار المنشودة؛ فقد انخفضت عضوية الحزب الشيوعي الهندي من 89 ألف عضو عام 1948 إلى 20 ألف عضو بعد عامين؛ إذ كشفت الهجمة المضادة التي شنتها الحكومة «قلة التعاطف الشعبي معه في اتجاهه الثوري الجامح». يبدو أن الحزب أخطأ خطأ جسيما في تقدير مدى إحكام حزب المؤتمر قبضته على الشعب الهندي.

40

وبينما راح تأثير الشيوعيين في الانحسار، أخذت زمرة من المتطرفين تزداد قوة في الاتجاه اليميني. كانت تلك الزمرة هي منظمة راشتريا سوايامسيفاك سانج. بعد اغتيال المهاتما غاندي في يناير 1948، فرضت الحكومة حظرا على تلك المنظمة. وعلى الرغم من أنها لم تكن ضالعة بصورة مباشرة في الاغتيال، فقد كان لها دور نشط في أحداث العنف التي اندلعت في البنجاب، وكانت تحظى بدعم كبير فيما بين اللاجئين الساخطين على حالهم. وكانت نظرتها إلى العالم شبيهة بنظرة ناثورام جودسي، وقد ترددت إشاعات واسعة النطاق مفادها أن رجالها احتفلوا سرا بمقتل غاندي. وقد كتب نهرو إلى حكومة البنجاب بعد أسبوعين على مقتل غاندي قائلا: «كفانا ما قاسيناه بالفعل في الهند من أنشطة جماعة راشتريا سوايامسيفاك سانج وأمثالها ... فأيادي أولئك الأشخاص ملوثة بدم المهاتما غاندي ، والآن لم يعد ثمة معنى لإخلاء المسئولية والتبرؤ تذرعا بالتقى والورع.»

41

فرض حظر على المنظمة، وقبض على كوادرها، إلا أنه بعد مرور عام قررت الحكومة رفع الحظر مرة أخرى، فقد وافق رئيسها - إم إس جلوالكر - آنذاك على مطالبة رجاله بإعلان ولائهم لدستور الهند والعلم الوطني، وأن يقصر أنشطة المنظمة «على المجال الثقافي مع نبذ العنف أو السرية». وتعهد رئيس المنظمة لوزير الداخلية - فالابهاي باتيل - بأن المنظمة «أثناء تقديمها المساعدة للمعوزين، أكدت تعزيزها للسلام في البلاد». وقد كانت مشاعر باتيل نفسه متضاربة إزاء المنظمة؛ إذ على الرغم من استنكاره خطبها المعادية للمسلمين، كان معجبا بتفانيها وانضباطها، وعندما رفع الحظر عنها، نصح أعضاءها بأن «السبيل الوحيد أمامهم هو إصلاح حزب المؤتمر من الداخل، إذا رأوا أنه يحيد عن الصواب».

42

بعد تقنين وضع المنظمة، قام جلوالكر بجولة «انتصار» في جميع أنحاء البلاد ألقى فيها الخطب، واجتذب «حشودا ضخمة». وقد كتب أحد مراقبي المشهد أن المنظمة «خرجت من محنتها الأخيرة بتأييد جماهيري قد تحسدها عليه الأحزاب الأخرى - بما فيها حزب المؤتمر - وتحذره، بينما ما زالت الفرصة سانحة، ما لم ترغب الأحزاب في رؤية البلاد مسلمة إلى نزعة تحريرية وحدوية هندوسية ستقودها إلى كارثة محققة»؛ فقد كانت المنظمة المقابل الهندوسي للعصبة الإسلامية؛ إذ كانت «مشربة بأفكار طائفية عدوانية، وبإصرار على أنه لا مجال للتنازل عن الهدف الأسمى المتمثل في إرساء ثقافة هندوسية خالصة غالبة في بارات الهند».

43

على غرار الشيوعي بي تي راناديف، كان جلوالكر ينتمي إلى الطائفة العليا في مهاراشترا. كلا الرجلين كان شابا نسبيا - في أوائل الأربعينيات - وكلاهما حظي بولاء مئات من الكوادر الأصغر سنا إلى حد بعيد؛ فكل من منظمة راشتريا سوايامسيفاك سانج والشيوعيين استمد طاقة الشباب ومثاليتهم، وكذلك تعصبهم، وفي الأيام الأولى لاستقلال الهند، كانت هاتان الجماعتان خصمي حزب المؤتمر الحاكم الأكثر حماسا.

Unknown page