Hikayat Andersen Majmuca Ula
حكايات هانس أندرسن الخيالية: المجموعة الأولى
Genres
أحاطت بالمروج وحقول الذرة من كل ناحية غابة كثيفة، وفي منتصف الغابة كانت توجد بحيرة عميقة. حقا، كانت الأجواء جميلة ومبهجة في القرية.
وفي منطقة مشمسة كان يوجد بيت ريفي قديم جميل تحيط به قنوات عميقة من كل النواحي؛ وكان ينمو من جدران البيت حتى حافة المياه نباتات أرقطيون ضخمة، بالغة الارتفاع، حتى إنه من الممكن لطفل صغير أن يقف أسفل أطولها منتصب القامة. كانت المنطقة مقفرة كما لو كانت واقعة في قلب غابة كثيفة.
في هذا الملاذ الآمن جلست بطة على عشها، في انتظار أن يفقس بيضها؛ إلا أن السعادة التي كانت قد أحست بها في البداية كادت تختفي؛ إذ بدأت تراها مهمة شاقة؛ فقد استغرق الصغار وقتا طويلا جدا في الخروج من البيض، وهي قلما يأتيها زوار. فقد كانت البطات الأخريات يفضلن السباحة في القنوات على تسلق الضفاف الزلقة والجلوس أسفل أوراق الأرقطيون للتسامر معها، فاستطال عليها كثيرا الجلوس وحدها.
مع ذلك، فقست بيضة في نهاية المطاف، وسرعان ما تبعتها أخرى، وخرج من كل بيضة كائن حي رفع رأسه وصاح: «بيب، بيب.»
قالت الأم: «كاك، كاك»؛ فحاول الجميع أن يصيحوا هكذا أيضا، بقدر ما استطاعوا، وهم ينظرون حولهم في كل اتجاه إلى الأوراق الخضراء الطويلة. وسمحت لهم أمهم بالنظر حولهم كما يحلو لهم؛ لأن اللون الأخضر مفيد للعين.
حين وجد الصغار أن لديهم مساحة أكبر كثيرا عن التي كانت داخل البيضة قالوا: «يا له من عالم كبير حقا!»
قالت الأم: «هل تعتقدون أن هذا هو العالم بأسره؟ انتظروا حتى تروا الحديقة. إنها أوسع من ذلك حتى إنها تمتد حتى حقل الراعي، رغم أنني لم أغامر بالذهاب بعيدا هكذا قط. هل خرجتم جميعا؟» وواصلت الكلام وقد نهضت لتنظر: «لا، ليس كلكم؛ يا للدهشة، فأكبر بيضة ما زالت هنا. ترى حتى متى سيستمر هذا الأمر؛ فقد كدت بحق أسأم منه.» لكنها جلست مرة أخرى رغم ذلك.
صاحت بطة عجوز جاءت لزيارتها: «حسنا، كيف حالك اليوم؟»
قالت الأم الحانية، التي كانت راقدة بلا حراك على عشها: «إحدى البيضات تستغرق وقتا طويلا لتفقس. فقشرتها صلبة ولا تنشرخ. لكن انظري للآخرين. أليس لدي أسرة جميلة؟ أليست أجمل فراخ بط صغار رأيتها على الإطلاق؟ إنهم يشبهون أباهم؛ عديم النفع! فهو لا يأتي ليراني قط.»
قالت البطة العجوز: «دعيني أر البيضة التي لم تفقس. إنني متأكدة أنها بيضة دجاج حبشي. فقد حدث لي نفس الشيء ذات مرة، ويا للمشاكل التي سببها لي، فالصغار يخافون من الماء. أخذت أصيح وأنق لكن دون جدوى. دعيني ألق عليها نظرة. نعم، إنني على صواب؛ أقسم إنها بيضة دجاج حبشي؛ فلتعملي بنصيحتي ولتتركيها في مكانها. اذهبي إلى المياه وعلمي الصغار الآخرين السباحة.»
Unknown page