Hikaya Wa Ma Fiha
الحكاية وما فيها: السرد (مبادئ وأسرار وتمارين)
Genres
ما يؤكد عدم وجود هذا السحر الغامض هو مقدار ما قد تجده من تنوع شديد وتباينات عميقة في أجوبة الكتاب المختلفين عن مثل تلك الأسئلة؛ فبعضهم يقول إنه يقضي عددا محددا من الساعات كل يوم جالسا يعمل في مكتبه، حتى إن لم يكن يطور أحد مشاريعه الإبداعية، ولو على سبيل التفكير في الكتابة واستحضارها؛ وبعضهم الآخر لا يقترب من الكتابة إلا بعد مراوغته لفكرة ما وهروبه منها أياما أو أسابيع وشهورا. بعضهم يتواثب بين مشاريع كتابة مختلفة، وبعضهم لا يمكنه البدء في العمل على فكرة جديدة إلا حين ينتهي تماما من النص الذي بين يديه. كان الشاعر والروائي البريطاني «فيليب لاركن» يقول إنه لا يكتب إلا قصيدة واحدة فقط كل ثمانية عشر شهرا أو نحو ذلك، ولا يحاول أبدا أن يكتب قصيدة ما لم تمثل بين يديه مثل منحة سماوية. في المقابل فإن «جايل جودوين» تذهب إلى غرفة عملها كل يوم في نفس الموعد، وتقول في تفسير ذلك مازحة: «ماذا لو أن ملاك الإلهام قد أتى فلم يجدني بانتظاره؟» وكان كل من «هيمنجواي» و«توماس وولف» يكتب واقفا، والبعض كان يكتب في صحبة مشروبات كحولية. البعض يلجأ إلى الموسيقى، وآخرون يقدسون الصمت، وقائمة الخصوصيات والعجائب في هذا الشأن تكاد تكون بلا نهاية؛ لكن ليس عليك أنت أن تقلد هذا الكاتب أو ذاك، مهمتك أبسط من ذلك بكثير، ويمكن تلخيصها في مقولة عاشت من آلاف السنين، وتكاد تكون الآن قولا مبتذلا على الرغم من صحتها؛ وهي: «اعرف نفسك.»
اكتشف مفاتيحك الخاصة بك أنت، فلن يمنحها لك أحد سواك، بالممارسة والتجربة ومع الوقت سوف تعرف ما الذي يشعل جذوة الكتابة في داخلك؛ وما إن تعثر على تلك المفاتيح فلا تتردد في خلق الطقوس والعادات والأساليب الخاصة بك أنت وحدك.
أنت تحفتك الخاصة
عليك أن تتذكر أنه ما من أحد يمكنه أن يكتب كما تكتب أنت بالضبط؛ فأنت منتج فريد لحياة خاصة لا تتكرر، ذات تاريخ محدد ومختلفة عما سواها. حتى إن كان لك شقيق توءم، يطابقك في الصورة والهيئة إلى حد يستحيل معه تمييز أحدكما عن الآخر، فليس بوسعه أن يكرر صورتك الداخلية، وهي الأهم بالنسبة إلى الكتابة. وهكذا فإن لم تكتب أنت هذا النص الذي يتقد في صدرك، وبطريقتك الخاصة تماما، فلن يكتبه أحد غيرك، ولا أحد يستطيع ذلك حتى ولو حاول.
زادي سميث مرة أخرى
تنصح قائلة: «اشتغل على جهاز كمبيوتر غير موصول بالإنترنت، واحرص على حماية الوقت والمكان المخصصين للكتابة. أبعد الجميع عنهما، حتى أهم وأعز الناس لديك.»
من قصاصة إلى قصة
بصراحة
نادرا ما ستجد كاتبا لم يبدأ مشواره مع الكتابة بشيء آخر غير الولع بالقراءة، وكثير من الكتاب يميلون لوصف أنفسهم بالقراء أساسا قبل أن يكونوا أي شيء آخر. إذا وجدت بداخلك هذا الولع فأنت على الطريق الصحيح، أما إذا كنت تجد صعوبة في القراءة، أو تضجر سريعا ما إن تقلب بضع صفحات من أي كتاب، فإنك - بصراحة - لست الشخص المناسب للسير على هذا الطريق، الذي لا يخفف من وعورته ومشقته إلا ذلك التوقد والشغف والفضول اللانهائي نحو قراءة كل كلمة مطبوعة تقريبا، إلا إذا كنت معجزة فريدة من نوعها، وهو ما يجب ألا نستبعده تماما.
قصاصات الصحف
Unknown page