خلعت نظارتي، وقلت وأنا أتأمل صورتها: «كان عمرها 10 سنوات عندما توفيت.»
قال بلهجة معتذرة: «آسف، ربنا يرحمها.»
هززت رأسي وعدت لأوراقي، لكنني عرفت أنني لن أستطيع التركيز مجددا، لهذا وضعتها في درج المكتب، وأشعلت سيجارة.
نظر لي باسما، وقال: «لم أكن أعرف أنك تدخن!»
قلت له وأنا أتأمل ملامحه القاسية الوسيمة، وعينيه الذكيتين: «أحيانا ما أفعل. هل يمكنك أن تجلس؟»
هكذا جلس على الكرسي أمامي وراح يهز قدميه في ملل واضح. قلت له وأنا أنفث الدخان: «هل انتهى العام الدراسي بعد؟» - «نعم. بضعة أشهر، وسأبدأ عامي الثالث في الكلية.» - «هل يمكنك أن تخبرني مجددا عن ذلك الحلم الذي تزامن مع بدء النوبات؟»
قال وهو يهز كتفيه: «كما قلت لك سابقا، دائما أكون في صحراء غريبة فيها سحب سوداء وأرى صقرا ضخما يطاردني، ثم أستيقظ قبل أن يصل إلي.»
قلت له وأنا أطفئ السيجارة: «والصوت الذي تسمعه، قلت إنك تعرف صاحبه.» - «لا أعرفه، لكنه يبدو مألوفا بالنسبة لي، وكأنني سمعته من قبل في مكان ما، ربما أتخيل أنني أعرفه. لا يوجد منطق في الأحلام كما تعلم.» - «ولم تستطع تحديد أين سمعته بعد؟»
قال بلهجة ساخرة: «كنت آمل أن تخبرني أنت.»
كنت قد كونت نظريتي الخاصة عن أسباب ما يمر به، فقط احتجت لإثبات نظريتي. لهذا سألته مجددا: «هل يمكنك إخباري متى كانت أول مرة ترى فيها هذا الحلم؟»
Unknown page