نسطر إسمك يا سودان
لم أكن أعرف أن قتل الطلاب أضحى عملا اعتياديا الآن، لا يحرك غضب الشوارع، ولا يطير رقاب الحكومات. قلت له: «وآخر النوبات هي التي أصابتك قبل أيام، وتم فيها إسعافك للمستشفى؟» - «نعم.» - «تقول إنها كانت بدون سبب واضح؟» - «نعم.» - «هل يمكنك أن تصف شعورك في ذلك الوقت، أعني قبل أن تداهمك النوبة الأخيرة؟»
صمت لدقائق طالت، ثم قال بهدوء، وهو يشدد على الحروف: «الكراهية.»
وساد الصمت مجددا للحظات، إلا من صوت بكرة جهاز التسجيل مجددا؛ إذ يدور في هدوء، وصوت قمرية حطت على أسلاك أعمدة الكهرباء في الخارج، وهي تسجع بصوتها اللحني الجميل بما يشبه عبارة «احمدوا ربكم»، كما كانت تقص علي والدتي رحمها الله في عهد الطفولة الغابر، وتقول: إن نداء القمرية لحمد الله نداء مقدس، وهو مصداق حقيقي لقوله تعالى
وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم ، وأنها ساعة مستحبة للدعاء يجيب الله فيها أي شخص، فكانت كلما رأت واحدة أو سمعت سجعها ترفع يديها أمام وجهها، وتتمتم بعبارات خافتة.
أضاف «عمار» بذات الهدوء: «كراهية شديدة كانت تعتمل في صدري، بدون أن أعرف لها سببا أو جهة.» «حسنا، هذا هو.» قلت لنفسي مفكرا: «أعتقد أنني قد وضعت يدي على أول الطريق.»
الفصل الثاني
هيبنوسيس
الآن انكشف السر.
كنت تعيش في كذبة يا صاحبي.
Unknown page