وبينما يردد الشهادتين بصوت مرتجف، وهو يسقط بركبتيه على الأرض، كان يفكر أن آخر ما سيراه سيكون وجه «إبراهيم» الممتقع، ووجه «هبة» الجميل المذعور، وهي تنحني نحوه إذ سقط على الأرض وتصرخ بشيء ما، وأن آخر ما سيسمعه سيكون صوت «ميري» المبحوح المولول. «أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله.»
أصوات متداخلة، أياد تتلقفه بسرعة وتحشر جسده كيفما اتفق في سيارة توقفت على جانب الطريق، صوت تنفس ثقيل ولهاث. «الحقوا الولد بيموت.» «حاسب الراس، بالراحة.»
حشد غفير من المارة على جانب الطريق يراقبون الموقف في فضول واستمتاع واضح. البعض يقف على أطراف أصابع قدميه ويشرئب بعنقه فوق الجموع، حتى يحصل على زاوية أفضل لمشاهدة العرض الشائق.
شخص يموت في الشارع العام . يا للمتعة!
صوت بكاء «هبة» يسمعه كأنه قادم من واد بعيد، وصوت طالبة تصرخ في جزع من مكان ما، وقد أرعبها الموقف. «أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله.»
3
أذكر عندما رأيتها أول مرة.
أذكر رائحة عطرها.
أذكر رائحة الشاي والنعناع، رائحة الغبار، وأصوات أبواق السيارات في الشارع الرئيسي.
وفي اللحظة التالية لم يعد هناك سوانا.
Unknown page