2
كانت السماء تصطبغ بلون أحمر قاتم يميل للسواد، وراحت السحب السوداء القاتمة تتراكم بسرعة بصوت قرقعة مكتوم ، وكأن الرعد يتنحنح قبل أن يطلق زئيره القادم، وبسرعة بدأت الموجودات في التلاشي في قلب الظلمة. شق لسان من البرق قلب السماء والتمع الوهج القوي الخاطف يبهر عينيه، وقبل أن يتلاشى بالكامل، دوى زئير صوت الرعد يصم الآذان.
كان خائفا كما يجب، قلبه يتواثب بين ضلوعه، وهو يتأمل الصحراء الخالية المنبسطة أمامه، والرمال الناعمة الحمراء بلون السماء. ويتساءل مع نفسه كيف جاء هنا؟
لا يعرف، ما يعرفه أنه خائف، وأن أنفاسه تتلاحق، وأن عليه أن يهرب.
وكأن الوضع ليس كابوسيا بما فيه الكفاية، ظهر ذلك الصقر في الأفق من لا مكان، وهو يحلق بسرعة. وعندما التمع وهج البرق مجددا وأضاء الموجودات. لثوان أدرك أن الصقر ضخم على نحو غير طبيعي. كما أدرك أنه يندفع من الأعلى نحوه بالذات.
هكذا أطلق ساقية للريح.
صوت الرعد يزداد قوة ورعبا وهو يجري، ينظر للخلف، يتعثر ويسقط في الرمال الحمراء، وهو يسب ويلعن، ينهض ويجري مجددا. يشعر أن قدميه تتثاقلان أكثر فأكثر.
سمع صوتا جهوريا يتردد في إصرار، وبلهجة آمرة: «دافع عنها بحياتك»، «دافع عنها بحياتك»، «دافع عنها بحياتك».
يدافع عمن؟!
لم تكن هناك جهة جغرافية يصدر منها الصوت، كان يتردد في كل مكان. ولغرابته فقد بدا له مألوفا.
Unknown page