134

Hayati Caziza

حياتي العزيزة

Genres

قالت إليان، وهي تبلغه بما حدث، إنها كانت تتعامل معها بأدب جم وصل إلى حد الغطرسة؛ إذ لم يكن بإمكانها تحمل تلك المرأة.

لكن جاكسون شعر بالإحراج والقلق واليأس، وهي نفس المشاعر التي كانت تنتابه حينما كان يلقى عليه سؤال بالمدرسة.

قالت إليان: «ما كان ينبغي علي حتى أن أذكرها. ستعتاد على السخرية من الأشخاص بما أنك تحيا في بيت قس.»

قال لها إنه على ما يرام.

اتضح أن ذلك الوقت هو آخر إجازة يمضيها جاكسون معها، وأخذا يتراسلان. كتبت له إليان عن انتهائها من دراسة الكتابة على الآلة الكاتبة والاختزال، وحصولها على وظيفة في مكتب كاتب مجلس البلدة. كانت ساخرة بشدة بشأن كل شيء بصورة أكبر مما كانت عليه في المدرسة؛ ربما كان ذلك بسبب اعتقادها أن الشخص الذي يحارب بحاجة إلى المزاح، وكانت هي تصر على أن تكون الشخص العالم ببواطن الأمور؛ فحينما كان يجب ترتيب زيجات على عجل في مكتب كاتب مجلس البلدة، كانت تشير إلى العروس بأنها العروس العذراء.

وحينما ذكرت أن أحد القساوسة قد زار منزلهم ونام في الحجرة الإضافية، تساءلت إن كانت مرتبة الفراش تثير بداخله أحلاما غريبة.

كتب لها يحدثها عن الحشود في منطقة إيل دو فرانس والتحرك بحذر لتجنب الغواصات الحربية الألمانية، وأنه حينما ذهب إلى إنجلترا، اشترى دراجة وأخبرها عن الأماكن التي زارها بالدراجة، إذا كان مسموحا بزيارتها.

وبالرغم من هذا كانت خطاباته أقل تشويقا من خطابتها، فإنها كانت تذيل دائما بعبارة «مع خالص حبي». وحينما حلت ساعة الصفر ووقت الهجوم، ساد ما وصفته بالصمت المؤلم، لكنها كانت تتفهم سبب ذلك، وحينما عاد لمراسلتها أخبرها أن كل شيء على ما يرام، بالرغم من أن التفاصيل لم يكن البوح بها مسموحا.

تحدث في هذا الخطاب، مثلما كانت تفعل هي، عن الزواج.

وأخيرا جاء يوم النصر والعودة إلى الوطن. وكما قال كانت تلمع فوق رأسه مجموعات من نجوم الصيف.

Unknown page