قالت: «لا بأس، يمكنك أن تقيم في منزلي.»
تصادف أن والدة إليان كانت بعيدة عن المنزل لأنها كانت تعتني بجدة إليان المريضة. كانت إليان في ذلك الوقت تدير المنزل لوالديها وأخويها الأصغر سنا بأسلوب عشوائي، وكان هذا أمرا سيئا في رأي البعض؛ ليس لأن أمها كانت ستحدث جلبة بشأنه، ولكن لأنها كانت ستريد معرفة التفاصيل، ومن عساه يكون ذلك الولد. على الأقل، كانت ستجعل إليان تذهب إلى المدرسة كالمعتاد.
جندي وفتاة، أصبحا فجأة قريبين جدا كل منهما من الآخر، بينما لم يكن بينهما شيء طوال هذا الوقت سوى تبادل المعلومات بشأن تصريف الأسماء واللوغاريتمات.
لم يعرهم والد إليان أي اهتمام؛ لقد كان يهتم بالحرب بصورة أكبر مما يعتقد بعض أفراد رعيته أن يكون عليها قس، وجعله هذا يفتخر بأن لديه جنديا في منزله. لكنه كان أيضا حزينا لعدم تمكنه من إرسال ابنته إلى الجامعة، كان عليه أن يدخر لكي يرسل أخويها هناك في يوم ما؛ فعليهما أن يعملا كي يكسبا عيشهما. وجعله هذا يتساهل مع إليان في أي شيء تفعله.
لم يكن جاكسون وإليان يذهبان للسينما لمشاهدة الأفلام، ولا لصالة الرقص؛ كان يذهبان للتمشية، وذلك في أي طقس، وعادة ما يكون هذا بعد حلول الظلام. وفي بعض الأحيان كانا يذهبان إلى المطعم ويحتسيان القهوة، لكنهما لم يحاولا أن يتقربا لأي أحد. ما خطبهما؟ أوقعا في الحب؟ حينما كانا يسيران جنبا إلى جنب، قد تتلامس أيديهما بالمصادفة، وقد عود جاكسون نفسه على ذلك. وحينما غيرت هي هذا الأمر العرضي إلى أمر متعمد، وجد أن بمقدوره الاعتياد على ذلك أيضا، متغلبا على شعوره ببعض الارتباك.
أصبح أكثر هدوءا، بل حتى أكثر استعدادا أيضا لتبادل القبلات معها. •••
ذهبت إليان بنفسها إلى منزل جاكسون لكي تحزم حقيبته. كشفت زوجة أبيه عن أسنانها الصناعية اللامعة، وحاولت أن تبدو وكأنها مستعدة لبعض اللهو.
سألتها عما كانا ينويان فعله.
فقالت لها: «من الأحرى الاهتمام بأشيائه.»
كانت مشهورة بسلاطة لسانها، وكانت ألفاظها قبيحة بالفعل. «اسأليه إن كان لا يزال يتذكر أني كنت أنظف مؤخرته.»
Unknown page