وقد وجدا ما تريدانه وأكلتا منه. «والآن هل سنذهب ونجد أبي؟» •••
كانت توجد مساحة مخصصة للعب الأطفال لكنها كانت صغيرة للغاية، وقد شغلها ولد وبنت، بدا واضحا من خلال ملابسهما المتماثلة المطبوعة عليها صورة أرنب أنهما شقيقان، وكانت لعبتهما عبارة عن تحريك عربتين صغيرتين إحداهما في اتجاه الأخرى، ثم الانحراف بهما في آخر لحظة. لكن العربتين ارتطمتا محدثتين ضجيجا عاليا.
قالت جريتا: «هذه كاتي وأنا والدتها. ما اسمكما؟»
علا الضجيج الناتج عن اصطدام العربتين، ولم يرفع الطفلان بصرهما لأعلى.
قالت كاتي: «أبي ليس معنا.»
رأت جريتا أنه من الأفضل أن يرجعا إلى مقصورتهما ويحضرا كتاب كريستوفر روبين الخاص بكاتي، ويأخذاه إلى عربة المشاهدة المقببة لكي تقرأه لها. وليس ثمة احتمال أن يسببا إزعاجا لأحد؛ لأن الإفطار لم ينته بعد، ولم يمر القطار بعد على المناظر الجبلية الهامة.
وكانت المشكلة أنه بمجرد انتهاء جريتا من قراءة الكتاب، أرادت كاتي أن تعيد عليها قراءته مرة ثانية على الفور. كانت هادئة خلال المرة الأولى، لكنها راحت الآن تردد معها ما تقول في نهاية السطور، وفي المرة التي تلتها أخذت تردد خلفها كل كلمة، بالرغم من أنها لم تصل لمرحلة قراءته بنفسها. تخيلت جريتا أن ذلك يمكن أن يكون مصدر إزعاج للآخرين في حال امتلاء عربة المشاهدة؛ فالأطفال في عمر كاتي ليست لديهم أي مشكلة في التكرار، بل على العكس هم يحبون ذلك الأسلوب بشدة، ويغرقون فيه ويلوكون الكلمات المألوفة مرارا كما لو أنها قطعة من الحلوى التي لن تفنى أبدا.
صعد الدرج صبي وفتاة، وجلسا قبالة جريتا وكاتي، وألقيا تحية الصباح في بهجة شديدة وردت جريتا تحيتهما، ولم يرق لكاتي ترحيبها وتقبلها لوجودهما، وواصلت إلقاء الكلمات بصوت خفيض وهي تنظر إلى الكتاب.
وعبر المقعد الواقع ناحية الممر انبعث صوت الصبي هادئا كصوتها وهو يردد:
إنهم يغيرون الحراس عند بوابة قصر باكينجهام
Unknown page