قالت المرأة التي كانت تحمل إبريق الشاي، والتي عرضت المزيد منه على السيدة التي ترتدي قلادة اللؤلؤ لكنها رفضت: «لقد ماتت بسرعة.»
قالت السيدة التي تحمل قدح الشاي: «إن من في مثل عمرها تتدهور حالتهم بصورة أسرع ممن هم أكبر عمرا.» ثم سألت في صوت يشوبه بعض الحسد بسبب تلك اللآلئ: «كم مكثت في المستشفى؟» «إنني أحاول أن أتذكر، هل كان عشرة أيام؟» «ما ترامى إلى مسامعي أنه كان وقتا أقصر من هذا، بل أقصر من هذا عندما أخطروا ذويها في بلدها.»
قالت المرأة التي كانت تعمل لديها ليليان، بهدوء وثبات: «لقد كانت تحتفظ بالأمر لنفسها، إنها لم تكن من ذلك النوع من الأشخاص الذين يحدثون جلبة.»
قالت كوري: «لا، لم تكن كذلك.»
وفي تلك اللحظة انضمت إليهن سيدة شابة بدينة تعلو وجهها ابتسامة ، وقدمت نفسها على أنها القسيسة.
سألتهن: «هل تتحدثن عن ليليان؟» ثم هزت رأسها في تعجب، وقالت: «إن ليليان كانت مباركة؛ لقد كانت من الشخصيات التي يندر وجودها.»
وافقها الجميع الرأي، بما فيهن كوري. •••
كتبت كوري لهاورد في ذلك الخطاب الطويل الذي أخذت تعده في ذهنها وهي في طريقها لمنزلها: «أشك في القسيسة ميلادي.»
وفيما بعد في مساء ذلك اليوم جلست وشرعت في كتابة الخطاب، بالرغم من أنها لن تتمكن بعد من إرساله؛ فقد كان هاورد يمضي أسبوعين في كوخه في مسكوكا بصحبة عائلته. لكن كان الجميع هناك يشعرون ببعض الاستياء، وذلك وفقا لما وصفه قبل ذلك - فزوجته كانت تجلس دون ممارسة للسياسة، وهو دون عزف على البيانو خاصته - لكنهم لم يريدوا التخلي عن عادة الذهاب لهذا الكوخ في هذا الوقت من العام.
كتبت تقول له: «من السخف الاعتقاد بأن مال ليليان الحرام يمكن أن يبنى به كنيسة، لكني أراهن على أنها شيدت برج الكنيسة. إنه برج ذو مظهر مضحك على أية حال؛ لم أفكر مطلقا فيما تنم عنه تلك الأبراج المقلوبة التي تشبه مخروط الآيس كريم. إن غياب الإيمان موجود هناك، أليس كذلك؟ إنها لا تدري ذلك، لكنها تعلن عنه.»
Unknown page