قالت: «لا بد أنك جائعة؛ فالجميع هنا كذلك.»
قالت امرأة كانت مصففة شعر كوري: «لقد أخبرت الجميع أنك ربما ستأتين إلى هنا، وقلت لهم إنك لن تتمكني من ذلك قبل موعد غلق المكتبة. وقلت أيضا إنه لشيء سيئ أن يفوتك القداس. لقد قلت ذلك.»
قالت امرأة أخرى: «لقد كان قداسا رائعا. من المؤكد أنك سترغبين في قدح من الشاي بمجرد انتهائك من تناول تلك القطعة.»
وهكذا سارت الأمور على هذا المنوال؛ لم تستطع أن تتذكر اسم واحدة منهن. لم يكن يوجد إلا الكنيسة المتحدة والكنيسة المشيخية، وقد أغلقت الكنيسة الأنجليكانية منذ زمن بعيد. أهي المكان الذي كان يذهب إليه الجميع؟
لم تكن هناك سوى امرأة واحدة فقط تحظى بنفس القدر من الاهتمام الذي حظيت به كوري في الغرفة، وكانت ترتدي تماما ما تتوقع كوري أن ترتديه أي امرأة تذهب لحضور جنازة؛ كان رداء جميلا يمزج بين اللونين الرمادي والبنفسجي الفاتح، وكانت ترتدي فوق رأسها قبعة صيفية من اللون الرمادي الهادئ.
دعت النساء تلك المرأة لمقابلة كوري، كان عنقها محاطا بقلادة رقيقة من اللؤلؤ الخالص.
قالت في صوت ناعم حاولت أن تجعله سعيدا بأقصى ما تسمح به المناسبة: «أوه، نعم. لا بد أنك كوري. كوري التي سمعت عنها كثيرا. وبالرغم من أننا لم نلتق من قبل، فإنني أشعر أني أعرفك. لكن لا بد أنك تتساءلين من أكون.» ثم ذكرت اسمها الذي لم يعن شيئا لكوري، ثم هزت رأسها وأطلقت ضحكة صغيرة تنم عن الآسف.
ثم قالت: «كانت ليليان تعمل لدينا منذ أن قدمت إلى كتشنر. وكان الأطفال متيمين بها، ثم الأحفاد؛ فقد كانوا يهيمون بها في واقع الأمر. أوه يا إلهي، في يوم عطلتها كنت أنا أكثر البدائل غير المرضية لليليان، لقد كنا جميعا نحبها في واقع الأمر.»
قالت ذلك بأسلوب فيه ارتباك لكنه لم يكن يخلو من ابتهاج. إن مثل هذا النوع من السيدات قد يظهر بعضا من الاستخفاف بالنفس ولكن على نحو جذاب. لقد نظرت إلى كوري على أنها الشخص الوحيد في الحجرة الذي يمكن أن يتحدث لغتها ولا يأخذ كلامها على علاته.
قالت كوري: «لم أكن أعلم أنها كانت مريضة.»
Unknown page