Harb Wa Salam
الحرب والسلم (الكتاب الأول): إلياذة العصور الحديثة
Genres
فأجابت الأميرة وهي تطوف ابتسامة على شفتيها: يقولون إن الحفلة الراقصة ستكون فيها أجمل نساء المجتمع.
فقال الأمير هيبوليت معقبا وهو يضحك: لن يحضرنها كلهن؛ لأنك لن تكوني موجودة.
وانتزع الدثار من يد خادمها بشيء من العنف، وراح يساعد الأميرة على وضعه، فلما انتهى من مهمته، أبقى يديه برهة وكأنه يطوق الأميرة بهما، ولم يكن من السهل التنبؤ بحقيقة الدوافع لتلك الحركة؛ أكانت مبيتة أم من باب الخطأ، لكن الأميرة أفلتت من يديه برشاقة ورقة وهي تبتسم، والتفتت إلى زوجها. كان الأمير آندره يبدو تعبا نعسا وعيناه نصف مغمضتين.
سأل زوجته وهو يشملها بنظرة: أأنت متأهبة؟
ارتدى الأمير هيبوليت «رودنجوته» بعجلة - وكان من أحدث طراز ينسدل حتى كعبيه - وهرع يتبع الأميرة وهو متضايق من طول المعطف وانسداله، فلحق بها أمام الباب الخارجي، يساعدها خادمها على الصعود إلى عربتها.
هتف بصوت أجش كالح لتصرفه في ذلك المساء: إلى اللقاء أيتها الأميرة.
انزوت الأميرة في ركن العربة المظلم وهي تسوي ثوبها، بينما راح الأمير آندره يحسن وضع سيفه ليجلس إلى جانبها. كان الأمير هيبوليت يزعجه ببشاشته وتصرفه.
قال له الأمير آندره بلهجة جافة ليفسح له الطريق: اسمح لي يا سيدي.
وأردف الأمير بولكونسكي بلهجة وديعة لطيفة مغايرة للهجته الأولى: إنني أنتظرك يا بيير.
وضرب الحوذي الخيول بسوطه، فقفزت تجر العربة بضجة وصخب، بينما لبث الأمير هيبوليت أمام الباب، يضحك تلك الضحكة المتقطعة، بانتظار الفيكونت الذي كان قد وعده بإعادته إلى مسكنه.
Unknown page