Harb Wa Salam
الحرب والسلم (الكتاب الأول): إلياذة العصور الحديثة
Genres
كانت نظرات رئيس الفرقة شاخصة إلى قائده، وهو يحييه بإصبعين لبثتا ممسكتين بحافة خوذته، وكأنه لا يعرف من السلام إلا تلك الحركة.
عاد الجنرال يقول بصوت يجمع بين الشدة واللين: تكلم أخيرا! من هو ذا المتنكر؟ أهو هنغاري؟
استعراض قرب برونو. - يا صاحب السعادة ... - ماذا «يا صاحب السعادة»؟ يا صاحب السعادة، يا صاحب السعادة! فسر موقفك. - إنه يا صاحب السعادة دولوخوف، الضابط الذي أنزلت رتبته إلى جندي، كان رئيس الفرقة يتحدث بوجل، فهتف الجنرال: دولوخوف! لقد جعلوا منه جنديا وليس ماريشالا على ما أعتقد. فلم إذن لا يرتدي ألبسة كل الجنود؟ - إن سعادتكم أجزتم له ذلك أثناء المسير.
فقال الجنرال وقد هدأت حدته بعض الشيء: أجزت؟! أجزت؟! إنكم جميعا هكذا أيها الشبان: تقال لكم كلمة ف...
ثم عاد إلى الاحتداد من جديد وأردف: تقال لكم كلمة فتجعلون منها ... ماذا؟ هم؟ ألبس جنودك الكسوة المناسبة.
وعاد الجنرال يقترب من الفرق المحتشدة، وهو يجر ساقه كعادته، دون أن يعقب على قوله إلا بنظرة ألقاها على الضابط المساعد، كان من الواضح أن حالة الغضب التي كان عليها، تدخل السلوان على نفسه، كان يبدو عليه أنه يعتمد البحث بين أفراد السرية عن سبب آخر يفتيء غضبه. وبعد أن تقدم بملاحظة إلى أحد الضباط بسبب ياقته المستعارة التي لم تكن شديدة النظافة، وآخذ آخر لسوء انتظامه في الصف، وصل إلى الفرقة الثالثة.
كان يفصله خمسة رجال عن دولوخوف الذي كان مرتديا معطفا يميل لونه إلى الزرقة. فصاح بصوت مكتئب: ما هذا الهندام؟ ساقك، أين ساقك؟
فعدل دولوخوف وقفته ببطء وحدج الجنرال بنظرة جريئة. أردف الجنرال: ما معنى هذا المعطف الأزرق؟ انزع هذا ... أيها الرقيب، ليبدل ثيابه هذا ال...
فقاطعه دولوخوف بخشونة قائلا: سيدي الجنرال، إنني ملزم بتنفيذ الأوامر وليس باحتمال ... - اصمت! لا يجب الكلام بين الصفوف! اصمت!
فأتم دولوخوف جملته بصوت مرتفع واضح: وليس احتمال الإهانات.
Unknown page