Hanin Ila Kharafa
الحنين إلى الخرافة: فصول في العلم الزائف
Genres
على سبيل المثال، ذلك العلاج البديل - الأسوأ سمعة - للسرطان، قد أثبت فشله في كل الدراسات الإكلينيكية المنضبطة الجيدة التصميم، وهو غير مصرح به في كندا والولايات المتحدة؛ إلا أن ذلك لم يوقف تدفق المرضى المستيئسين الذين يتقاطرون إلى عيادات الليتريل في بلدان أخرى، كذلك استمرت مبيعات الأساور النحاسية والإكسيرات الغريبة المزعومة لالتهاب المفاصل، رغم غياب السند التجريبي، ورغم انكشاف أن كثيرا من الأشربة المضادة لالتهاب المفاصل تحتوي على مكونات سامة، كذلك الحال بالنسبة للدعاوي المبالغة عن الفاعلية العلاجية لفيتامين ج، وفاعلية الميجافيتامين في علاج الذهانات، وخواص فيتامين ج المضادة للسرطان.
الكيروبراكتيك
يقع الكيروبراكتيك في منطقة رمادية، فقد يفيد في حالات معينة ولكن أساسه المنطقي دجل بحت، فتداول المفاصل له تاريخ طويل ويبدو أنه مفيد علاجيا لعدد محدود من الاضطرابات العضلية الهيكلية، ولا شك أن الممارسين الذين يقصرون جهودهم على مثل هذه الحالات يقدمون بعض العون، وإنما يكمن الدجل في أولئك الذين يناصرون الكيروبراكتيك على أنه نظام علاجي متكامل يمكن استخدامه لجميع الأمراض، بما فيها الأمراض المعدية والأورام الخبيثة ومرض السكر وأمراض المناعة ... إلخ. مثل هؤلاء كثيرا ما يتجاوزون نطاق قدرتهم ويصرفون الناس عن العلاجات الطبية المثبتة التي يمكن أن تقدم لهم عونا حقيقيا، كما أن هناك حالات كثيرة تم تسجيلها أوقع فيها هؤلاء المعالجون ضررا خطيرا إذ تعرضوا للفقرات التي تعاني من أمراض أخرى لا يحيط بها تدريبهم المحدود.
ومن دواعي القلق أيضا ولوع كثير منهم بأجهزة تشخيصية مريبة ومكملات غذائية مشكوك في فاعليتها، وقد أدى الموقف اللاعقلاني لمهنة الكيروبراكتيك ضد تحصين الأطفال وضد المضادات الحيوية (باستخدامها السديد)، وهو الموقف الذي يقوم على رفض النظرية الجرثومية في المرض؛ أدى هذا الموقف إلى أضرار حقيقية.
وإذا كانت علاجات الكيروبراكتيك في بعض الأحيان مفيدة بالفعل، فإن فائدتها لا تعود إلى ما تدعيه نظريتها التي تستند إلى دعائم علمية واهية للغاية. لقد وضع المنظومة التفسيرية للكيروبراكتيك في القرن التاسع عشر بقال لم يتلق علما أكاديميا، هو دانييل ديفيد بالمر
Daniel David Palmer ، وبقي هذا التفسير كما هو تقريبا منذ ذلك الحين. يقوم هذا التفسير على مبدأين رئيسيين: (1) أن «جميع» الأمراض تنجم عن انسداد ما يسمى ب «الطاقات الحيوية»
vital enengies
التي يفترض أنها تتدفق خلال الأعصاب التي تخرج من العمود الفقري. (2) أن هذا التدفق الحيوي (والصحة) يمكن استعادته بواسطة إعادة صف الفقرات لإزالة عنق الزجاجة.
ليست هذه النظرية اليوم أكثر معقولية من الفكرة العتيقة القائلة بأن الأمراض تسببها الشياطين. صحيح أن ممارساتهم قد تخفف بعض حالات آلام أسفل الظهر مثلا، ولكنها تحدث ذلك لأسباب لا تمت بصلة للنظرية الدخيلة التي يتخذها هؤلاء لتسويغ علاجهم.
التداوي بالأعشاب
Unknown page