كان يرتدي رداء حريريا أسود اللون، يزينه من الأمام صورة بارزة لتنين قرمزي، وقد انسدل شعره الأبنوسي على كتفيه. وحين ترك الرداء يسقط عنه بدا جلده لامعا بلون يشبه الذهب تحت ضوء المصباح، وبرزت عضلاته في إظهار واضح للشباب والفحولة.
انزلقت الملاءات البيضاء الخشنة عن كتفيها وصدرها بينما نهضت لتحييه، ثم شعرت بالرغبة تتصاعد في جسدها وتحتشد في صدرها كما لو كانت تحت تأثير مخدر حقنت به.
ضغطت جسدها إلى جسده، وشعرت بيديه القويتين الخشنتين تتحسسان جسدها. استلقت على ظهرها بينما أخفض رأسه بين ساقيها، ثم باعدت بين ساقيها.
بعد أن وصلت إلى هزة الجماع للمرة الأولى، تحركت واعتلته وهي تفتح ساقيها، ولوقت بدا كالدهر أخذ الاثنان يتحركان وفق الإيقاع الذي يناسب احتياجها تماما؛ بينما شفتاه ولسانه وأصابعه تعبث بجسدها.
بعد أن شعرت بالإشباع الجسدي صرفته، ذلك الشبح نتاج ماكينة الجنس، ثم جذبت المقبسين من التجويفين الموجودين في رقبتها. بعد ذلك استلقت وحيدة، صامتة في فراشها في مدينة هالو؛ منعزلة بسبب وظيفتها وكذلك، كما ظنت، بسبب طبعها، واعتمادها على الماكينات في نيل الحب.
ربما حان وقت العثور على حبيب بشري.
سرعان ما خلد جونزاليس إلى النوم؛ إذ كان يشعر بالإنهاك بسبب السفر وكل ما رآه من جديد، وبالخدر نتيجة ما تناوله من طعام وشراب، وبعدها بقليل أتاه الحلم التالي:
كان برفقة حبيبة لم يرها منذ أعوام. في الخلفية كان ثمة عزف موسيقي لآلتي البيانو والكمان، وكان الليل دافئا، وفي كل مكان حولهما كان ثمة طيور اصطناعية ذات أجسام ذهبية متلألئة تغني على أفرع الأشجار. كانا يجلسان أحدهما قبالة الآخر على طاولة، يحدق كل منهما في وجه الآخر، وفكر جونزاليس كم يحب كل علامة من علامات مرور الزمن على وجهها؛ والتي نقلتها من حسن الفتاة الشابة إلى جمال المرأة الناضجة. تحدث هو وهي بالعبارات التي يقولها المرء بعد غيابه عن محبوبه لفترة طويلة: «كم فكرت فيك كثيرا، وافتقدتك كثيرا، وكم لا تزال تعني الكثير بالنسبة إلي.» تدفق حديثهما متماسكا ومن دون هدف، إلى أن استأذنته في المغادرة، قائلة إنها ستعود في غضون بضع دقائق، ثم غادرت. جلس جونزاليس منتظرا، يشاهد الطاولات الأخرى، كلها عامرة بأزواج المحبين الذين يضحكون ويتبادلون القبلات. ومع انقضاء الساعات بدأ الآخرون في تبادل الهمسات وهم ينظرون نحوه، ثم بدأت الطيور في الشدو قائلة إنها لن تعود، وعلم أن هذا حقيقي، علم هذا بشكل مفاجئ، مؤلم، يتعذر اجتنابه، كانت حقيقة الأمر أشبه بإحساس عظمة مكسورة ...
توقف الحلم كما لو كان فيلما انقطع بغتة، وحل محله فراغ عديم الألوان والملامح. تخيل مكافئا بصريا للضجيج الأبيض ... وفي هذا الفضاء انتظر جونزاليس، وهو يعلم بصورة ما أن حلما آخر سيبدأ ...
أخذت أضواء نيون حمراء تتلوى في محاكاة سخيفة وقابلة للإدراك لأحرف صينية تكتب كلمة «الباجودا». وكانت تعلو رأس تنين أحمر من النيون، ساكن الآن تحت ضوء الشمس، لكن يصير قافزا بشراسة متى حل الظلام.
Unknown page