Hallaj
الحسين بن منصور الحلاج: شهيد التصوف الإسلامي (٢٤٤–٣٠٩ﻫ)
Genres
يقول الحلاج:
2 «لما قيل لإبليس اسجد لآدم، خاطب الحق: أرفع شرف السجود عن سري إلاك حتى أسجد له؟ إن كنت أمرتني، فقد نهيتني. قال: فإني أعذبك عذاب الأبد! فقال: ألست تراني في عذابك لي؟ قال: بلى، فقال: فرؤيتك لي تحملني على رؤية العذاب، افعل لي ما شئت.»
وإبليس عند الحلاج من أهل الفتوة؛ لأنه هدد بالعذاب الخالد فلم يرجع عن دعواه التي آمن بها!
عقيدته التوحيدية
مذهب الحلاج في التوحيد أن الذات الإلهية وراء الإدراك، وفوق التصور، لا ينالها البصر، ولا يدركها الفكر، وكل ما يصف به الناس ربهم، فإنما يصفون به أنفسهم.
والعقل الإنساني لا يدرك الله سبحانه، فالوجد وحده هو الذي يدرك الله تعالى، وجذبة الوجد، وحرقة الحب، هما طريق الوصول.
والوجود الحقيقي لله سبحانه، وهو سبحانه غير محدود، فلا يوجد وجودا حقيقيا سواه.
وهذا الوجود الظاهر للعالم، متصل بالله اتصالا يجعل إدراكه بغير إدراك الله متعذرا! يقول الحلاج: «ما انفصلت البشرية عنه، ولا اتصلت به.»
والوحدة التي تأتي في كلمات الحلاج ليست من الحلول، ولا من الاتحاد، ولا من وحدة الوجود.
فالحلاج يفرق بين الله والعالم، ولكنه يرى، كما يرى الصوفية جميعا أن هذا العالم الظاهر لا جود له حقا ، وإنما الوجود الحق لله، فليس هو العالم ولا العالم هو؛ لأن العالم لا وجود له.
Unknown page