معاوي اننا بشر فأسجح
فلسنا بالجبال ولا الحديدا [1].
والشواهد على ذلك كثيرة، وعطفها على موضع الرؤوس) (1) أولى من عطفها على الأيدي لاتفاق أهل العربية على أن إعمال أقرب العاملين أولى من إعمال الأبعد، ولهذا كان رد عمرو في الإكرام إلى زيد أولى من رده في الضرب إلى بكر من قولهم «ضربت زيدا وأكرمت بكرا وعمرا» ومثله «أكرمت وأكرمني عبد الله وأكرمني وأكرمت عبد الله) فإن إعمال أقرب الفعلين من الاسم فيه أولى من إعمال الأبعد.
وبذلك جاء القرآن قال الله تعالى (آتوني أفرغ عليه قطرا) (2)، و (هاؤم اقرؤا كتابيه) (3)، و (أنهم ظنوا كما ظننتم أن لن يبعث الله أحدا) (4)، فإن العوامل في المنصوب في ذلك كله أقرب الفعلين إليه. وأيضا فقد بينا أن القراءة بالجر لا يحتمل سوى المسح، فيجب حمل القراءة بالنصب على ما يطابقها، لأن قراءة الآية الواحدة بحرفين يجري مجرى الآيتين في وجوب المطابقة بينهما.
ويحتج على المخالف بما روى من طرقهم من أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) بال على سباطة قوم ثم توضأ ومسح على قدميه ونعليه. [2] وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: ما نزل القرآن
Page 57