أن يكتب أي إنه من أمر كتابة أي مخلوق من أمر هو الكتابة فما نكرة بمعنى شيء للمبالغة، وأن وصلتها في موضع جر بدلًا من ما فجعل لكثرة كتابته كأنه خلق منها كما في قوله ﴿خلق الإنسان من عجل﴾ (واستفهامية) نحو ﴿فما خطبكم﴾ أي شأنكم. (وشرطية زمانية) نحو ﴿فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم﴾ أي استقيموا لهم مدة استقامتهم لكم. (وغير زمانية) نحو ﴿وما تفعلوا من خير يعلمه الله﴾ وقولي وتمييزية ومبالغية من زيادتي تبعا للأكثر، وقولي تامة أولى من قوله للتعجب لإفادته أن الموصوفة ناقصة، وأن التعجبية والمعطوفات عليها تامة، وإنما صرحوا به في التعجبية وتاليتها فقط لظهور تمامها لتجردها عن معنى الحرف. (و) ترد (حرفا مصدرية لذلك) أي زمانية نحو ﴿فاتقوا الله ما استطعتم﴾ أي مدة استطاعتكم وغير زمانية نحو ﴿فذوقوا بما نسيتم﴾ أي بنسيانكم. (ونافية) عاملة نحو ما هذا بشرا وغير عاملة نحو ﴿وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله﴾ (وزائدة كافة) عن عمل الرفع نحو قلما يدوم الوصال أو الرفع والنصب نحو إنما الله إله واحد، والجرّ نحو ربما دام الوصل. (وغير كافة) عوضا نحو افعل هذا. إما لا أي إن كنت لا تفعل غيره فما عوض عن كنت أدغم فيها النون للتقارب وحذف المنفي للعلم به وغير عوض للتأكيد نحو ﴿فبما رحمة من الله لنت لهم﴾ وأصله فبرحمة.
(و) الرابع والعشرون (من) بكسر الميم (لابتداء الغاية) بمعنى المسافة من مكان نحو من المسجد الحرام، وزمان نحو من أول يوم وغيرهما. نحو ﴿إنه من سليمان﴾ (غالبا) أي ورودها لهذا المعنى أكثر منه لغيره. (ولانتهائها) أي الغاية نحو قربت منه أي إليه. (وللتبعيض) نحو ﴿حتى تنفقوا مما تحبون﴾ أي بعضه. (وللتبيين) بأن يصح حمل مدخولها على المبهم قبلها نحو ﴿ما ننسخ من آية﴾ ﴿فاجتنبوا الرجس من الأوثان﴾ كأن يقال في الأول ما ننسخه آية. وفي الثاني الرجس الأوثان. (وللتعليل) نحو ﴿يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق﴾ أي لأجلها والصاعقة الصيحة التي يموت من يسمعها أو يغشى عليه. (وللبدل) نحو ﴿أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة﴾ أي بدلها. (ولتنصيص العموم) وهي الداخلة على نكرة لا تختص بالنفي نحو ما في الدار من رجل، فهو بدون من ظاهر في العموم محتمل لنفي الواحد فقط وبها يتعين النفي للجنس. (ولتوكيده) أي تنصيص العموم وهي الداخلة على نكرة تختص بالنفي نحو ما في الدار من أحد، وهذا من زيادتي. (وللفصل) بالمهملة أي للتمييز بأن تدخل على ثاني المتضادّين نحو ﴿والله يعلم المفسد من المصلح﴾ ﴿حتى يميز الخبيث من الطيب﴾ ولابن هشام فيه نظر ذكرته في الحاشية مع جوابه. (وبمعنى الباء) نحو ﴿ينظرون من طرف خفي﴾ أي به (و) بمعنى (عن) نحو ﴿قد كنا في غفلة من هذا﴾ أي عنه. (و) بمعنى (في) نحو ﴿إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة﴾ أي فيه ونحو ﴿أروني ماذا خلقوا من الأرض﴾ أي فيها (و) بمعنى (عند) نحو ﴿لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا﴾ أي عنده (و) بمعنى (على) نحو ونصرناه من القوم﴾ أي عليهم وقيل ضمن نصرناه معنى منعناه.
(و) الخامس والعشرون من بفتح الميم إما (موصولة) نحو ﴿ولله يسجد من في السموات والأرض﴾ (أو نكرة موصوفة) كمررت بمن معجب لك أي بإنسان (وتامة
1 / 64