Ghayat Matlub
غاية المطلوب في الأثر المنسوب لعامر المالكي
الذين يأتون الأمراء وخيار الأمراء الذين يأتون العلماء وعن مكحول الدمشقي أنه قال من تعلم القرآن وتفقه في الدين ثم صحب السلطان تملقا إليه وطمعا لما في يديه خاض في جهنم بعدد خطاه وعن الحسن أنه قال كان فيمن كان قبلكم رجل له قوم في الإسلام وصحبة لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال عبد الله بن المبارك يعني سعد بن أبي وقاص قال وكان يغشي السلاطين ثم بعد منهم فقال له بنوه يأتي هؤلاء من ليس هو مثلك في الصحبة والقدم في الإسلام فلو أتيتهم فقال يا بني أتى جيفة قد أحاط بها قوم والله لئن استطعت لشاركتهم فيها قالوا يا أبانا إذا نهلك هزلا قال يا بني لئن أموت مؤمنا هزولا أحب إلي من أن أموت منافقا سمينا قال الحسن خصمهم الله إذ علم أن التراب يأكل اللحم ( 84 ) والسمن دون الاسمان وعن أب ذر الغفاري رحمه الله أنه قال لسلمة يا سلمة لا تغشى أبواب السلاطين فإنك لا تصيب من دنياهم شيئا إلا ما أصابوا من دينك أفضل منه وقال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) في بعض خطبه طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس وأنفق مالا اكتسبه من غير معاصيه وخالط أهل الفقه والحكمة وجالس أهل الذل والمسكنة طوبى لمن ذلت نفسه وحسنت خليقته وطابت سريرته وعزل عن الناس شره طوبى لمن عمل بعلمه وانفق الفضل من ماله وأمسك الفضل من قوله ووسعته السنة ولم تستهوه البدعة وعن ابن مسعود رحمه الله أنه قال لا أدري فإن أخطأها أصيبت مقاتله وعن إبراهيم بن أدهم أنه قال ليس شيء على الشيطان من عالم يتكلم بعلم و يسكت بعلم يقول انظروا إلى هذا سكوته أشد علي من كلامه ويروى أن علي بن أبي طالب مر بقاص يقص على الناس فقال له أتعرف الناسخ من المنسوخ قال لا قال أتعرف المحكم من المتشابه قال لا فأخذ علي بيده وقال أن هذا يقول أعرفوني أعرفوني ثم مر بقاص آخر فقال أما أنا أسألك عن مسألتين فإن أجبت وإلا أوجعتك ضربا قال سل يا أمير المؤمنين قال ما ثبات الإيمان وزواله ثبات
(1/71)
Page 76