Ghayat Matlub
غاية المطلوب في الأثر المنسوب لعامر المالكي
نعم الفتنة قال وهل بعدها من خير قال نعم إغضاء على إقذاء وهدنة على دخن قال وهل بعد هذا الخير من شر قال نعم أئمة مضلون يقعدون على أبواب جهنم ينادون إليها كل من أجابهم قذفوه فيها قال حلهم لنا يا رسول الله فإني أخاف أن أدركهم قال هم من جلدتنا ويتكلمون بكلامنا وعنه عليه الصلاة والسلام أنه قال أخوف ما أخاف عليكم زلة عالم أو منافق يجادل بالقرآن وعن عيسى عليه الصلاة والسلام أنه قيل له أي الناس أشد فتنة قال زلة العالم إذا زل بزلته عالم كثير وعنه عليه الصلاة والسلام أيضا أنه قال يا علماء السوء تصلون وتصومون وتتصدقون ولا تفعلون ما تؤمرون وتدرسون ما لا تعلمون فيا سوء ما تحكمون تتوبون بالقول والأماني وتعملون بالهوى وما يغني عنكم أن تتفق جلودكم وقلوبكم دنسة بحق أقول لكم لا تكونوا كالمحتل يخرج منه الدقيق الطيب وتبقى فيه النخالة كذلك أنتم تخرجون الحكمة من أفواهكم ويبقى الفل في صدروكم يا عبيد الدنيا كيف يدرك الآخرة من لا تنقضي من الدنيا شهوته ولا تنقطع منها رغبته بحق أقول لكم أن قلوبكم ننك من أعمالكم جعلتم الدنيا تحت ألسنتكم والعمل تحت أقداكم يحق أقوال لكم أفسدتم أخرتكم وصلاح الدنيا أحب إليكم من صلاح الآخرة وأي الناس أخسر منكم ( 75 ) لو تعلمون ويلكم إلى متى تصفون الطريق وأنتم مقيمون في محلة المتحيرين كأنكم تدعون أهل الدنيا ليتركوها لكم مهلا ويلكم ماذا يغني عن البيت المظلم أن يوضع السراج فوق ظهره وجوفه وحش مظلم كذلك لا يغني عنكم أن يكون نور العلم بأفواهكم وأجوافكم منه وحشة معطلة يا عبيد الدنيا فلا كعلماء يعملون ولا كعبيد أتقياء ولا كأحرار كرام توشك الدنيا أن تفلعكم من أصولكم فتقلبكم على وجوهكم ثم تكلبكم على مناخركم ثم تأخذ خطاياكم بنواصيكم ثم يدفعكم العلم من خلفكم حتى يسلمكم إلى الملك الديان عراة فرادى فيوقفكم على سؤاتكم ثم يخرجكم بسوء أعالكم وبلغنا أن الله سبحانه وتعالى أوحى إلى داؤد عليه
(1/63)
Page 68