Fusul Min Falsafa Siniyya
فصول من الفلسفة الصينية: مع النص الكامل لكتاب الحوار لكونفوشيوس وكتاب منشيوس
Genres
فأجابه منشيوس: «لم يذكر أحد من تلاميذ كونفوشيوس عنهما شيئا ؛ ولذلك لم يصلنا أي شيء من أخبارهما ومما قاما به، وليس عندي معلومات عنهما؛ ولذلك ما رأيك أن نتحدث عن توحيد البلاد من خلال حكم رشيد؟»
25
فسأله الملك: «ما الحكم الرشيد الذي يعين الحاكم على توحيد البلاد؟» فأجاب منشيوس: «رعاية الناس وحمايتهم. إذا فعلت ذلك فلن يعارضك أحد في توسيع سلطانك ليشمل كل البلاد.»
قال الملك: «هل بوسع رجل مثلي رعاية الناس وحمايتهم؟» فأجاب منشيوس: «بكل تأكيد.» قال الملك: «وما أدراك؟» فأجاب منشيوس: «لقد سمعت عنك القصة التالية: في أحد الأيام كنت جالسا في الطابق الأعلى من القصر عندما رأيت رجلا يقود ثورا فسألته: إلى أين تأخذ هذا الثور؟ فأجاب: سوف نذبحه لكي نكرس بدمه جرسا جديدا.
26
فقلت له: أطلق سراحه؛ لأنني لا أحتمل رؤيته وهو ينتفض من الخوف مثل إنسان بريء يقاد إلى الإعدام. فقال الرجل: هل تعني أن نلغي طقس تكريس الجرس؟ فأجبت: لا، لا يمكن إلغاء طقس التكريس، ولكن استبدل الثور بخروف.»
ثم عقب منشيوس بعد روايته للقصة قائلا: «لا أدري ما إذا كانت هذه القصة صحيحة!» فقال الملك: «إنها صحيحة.» فقال منشيوس: «طالما أن لديك قلبا كهذا فبإمكانك العمل على توحيد البلاد. لقد ظن البعض أنك بخلت بالثور، ولكنني أعلم يقينا أنك شعرت بالشفقة عليه.» قال الملك: «هذا صحيح. لقد اعتقدوا أنني بخلت به، ولا أدري لماذا؟ ربما كانت مملكة تشي صغيرة، ولكنني لست من البخل بحيث أضن بثور. كل ما في الأمر أنني لم أحتمل رؤيته مذعورا ينتفض من الخوف مثل إنسان بريء يقاد إلى الإعدام؛ ولهذا رغبت في استبداله.»
قال له منشيوس: «لا تعجب من ظن الناس أنك بخلت بالثور؛ لأنه إذا كنت تشعر بالألم لذلك الحيوان الكبير يساق إلى الذبح، فما معنى استبداله بحيوان أصغر؟ لقد رأوك تفعل ذلك ولكنهم لم يعرفوا دوافعك الحقيقية.» ضحك الملك وقال: «لا أعرف حقا ما الذي كان في ذهني آنذاك، ولكنني لست من البخل بحيث أستبدل الثور بخروف، ولكني أعرف الآن أنه لا عجب إذا قال الناس إنني بخلت.»
قال منشيوس: «لا يهم. إن ما فعلته كان صادرا عن الطيبة فيك. لقد رأيت الثور ولكنك لم تر الخروف.
27
Unknown page