Fusul Min Falsafa Siniyya
فصول من الفلسفة الصينية: مع النص الكامل لكتاب الحوار لكونفوشيوس وكتاب منشيوس
Genres
لقد بنى الملك وين مذبحه وبركته بجهد الناس الذين كانوا سعداء بعملهم، وأطلقوا على المذبح المذبح المقدس، وعلى البركة البركة المقدسة، واستمتعوا برؤية الغزلان والأسماك والسلاحف. لقد كان الملوك الفضلاء في الماضي يستمتعون عندما يشركون الناس في متعهم.
ولقد ورد في أخبار الملك تانغ
10
الذي أخذ على نفسه عهدا بأن يسقط الملك الطاغية شيا جيه
Xia Jie ، أن الشعب كان يقول: «أيتها الشمس متى تنطفئين؟ لأننا مستعدون أن ننطفئ معك.» وذلك ردا على الطاغية الذي أعلن أن حكمه سيدوم ما بقيت الشمس. فإذا كان الشعب مستعدا للموت لكي يموت الملك، فأنى له أن يترك وحده ليستمتع بمناظر مذبحه وبركته وطيوره وغزلانه؟
3
قال هوي ملك ليانغ لمنشيوس: «بوسعي القول إنني قد بذلت قصارى جهدي لخدمة هذه المملكة. فإذا نقصت غلة الأرض وسادت المجاعة في المنطقة الشمالية من النهر الأصفر، نقلت قسما من المتضررين إلى المنطقة الشرقية، وزودت المنطقة الشمالية بالحبوب. وإذا نقصت غلة الأرض وسادت المجاعة في المنطقة الشرقية قمت بعكس الإجراء. ولكنني عندما أنظر إلى أحوال الممالك المجاورة، أرى أن حكوماتها لا تبذل في سبيل رعاياها مثل ما أبذل، ومع ذلك فإن عدد سكانها لا ينقص، بينما عدد سكان مملكتي لا يتزايد!»
فأجابه منشيوس: «إن جلالتكم مولع بالحروب. وهنا دعني أسوق المماثلة التالية: عندما تقرع طبول الحرب ثم يشتد القتال، فإن بعض الجنود يلقون بأسلحتهم ويفرون للنجاة بحياتهم، بعضهم يتوقف بعد أن يركض مائة خطوة، والبعض الآخر يتوقف بعد أن يركض خمسين خطوة. هل تعتقد أن أولئك الذين ركضوا خمسين خطوة من حقهم أن يسخروا من أولئك الذين ركضوا مائة خطوة؟» فأجابه الملك: «لا بالطبع. لقد ركضوا خمسين خطوة فقط، ولكنهم فروا على كل حال.»
فرد منشيوس: «هل ترى جلالتكم ما أرمي إليه من وراء هذه المشابهة؟ جلالتكم لن تأملوا في أن تكون مملكتكم أكثر سكانا من الممالك المجاورة.
11
Unknown page