ابتسم أبي لي ابتسامة دافئة، وقد بدا سعيدا وفخورا في تلك اللحظة.
قال أبي: «حسنا يا فيكتور. أراها فكرة رائعة، لكن لا بد أن تعدني بشيء أولا. أنت تعلم كم كانت أمك ترغب في أن تتزوج من إليزابيث، لذا سآذن لك بالسفر إلى إنجلترا شريطة أن توافق على إتمام زواجك لدى عودتك من هناك.»
لقد أحببت إليزابيث من كل قلبي ونفسي، لكنني كنت خائفا. لقد قتل المسخ أخي بالفعل، فماذا لو ألحق الضرر بها هي أيضا؟ لن أسامح نفسي أبدا إذا وقع لها أي مكروه. ابتغيت أن أتزوج إليزابيث، لكن لا بد أن أحل مشكلاتي أولا. لم أستطع أن أخبر أبي بشأن المسخ، لذا رددت: «بالطبع، إنها فكرة رائعة.»
كان أبي سعيدا أيما سعادة! وتحدثنا لبعض الوقت عن رحلتي، ولم يشأ أبي أن أذهب إلى إنجلترا بمفردي، لذا أرسل خطابا إلى هنري يطلب منه أن يرافقني إلى هناك. حددنا كل شيء، وكانت إليزابيث سعيدة بمعرفتها أننا سنتزوج عن قريب، وسر أبي بأن أسرته ستستقر عن قريب، وسافرت إلى إنجلترا.
التقيت أنا وهنري في ستراسبورج، وسافرنا في أنحاء أوروبا ورأينا العديد من المناظر الرائعة. وكان الريف الذي يفصل ما بين مسقط رأسي وإنجلترا مليئا بالقلاع والكنائس، والمروج والغابات. لكن حتى ظرف هنري والمناظر الخلابة لم تجعلني سعيدا؛ إذ كنت مضطرا أن أبدأ عملي المشين من جديد، ولم يستطع أي شيء أن يجعلني أشعر بتحسن.
استغرقنا شهرا كاملا للوصول إلى لندن؛ إذ سافرنا بالعربة، وسيرا على الأقدام، وبالقارب، لكننا وصلنا أخيرا!
الفصل الرابع عشر
ثم إلى اسكتلندا
حالما وصلنا المدينة رجع هنري سريعا إلى دراسته، وقد التقى بمعلمي لغة مختلفين وبدأ من حيث انتهى في إنجولشتات. لقد عدنا إلى الدراسة معا، تماما كما كنا في ألمانيا. حاولت جاهدا أن أخفي مشاعري؛ إذ لم أشأ أن يرى مدى تعاستي من جراء دراسة العلوم من جديد.
وأعادت رؤية المعمل إلى ذاكرتي - على الفور - الوقت الذي كنت أصنع فيه المسخ الأول. كيف أقوم بكل هذا من جديد؟ وكان التفكير في أحداث الأسابيع القليلة الماضية يجعلني يقظا ليلة تلو الأخرى. ما هذا الذي اقترفته؟ ما هذا الذي وعدت به؟
Unknown page