ومن الحجة في ذلك على من قال(1) أنه لا يثبت مخلوق إلا ما ذكره الله سبحانه بالخلق فقول الله عز وجل في كتابه: {ونزلنا من السماء ماء مباركا}[ق:9] ولم يقل خلقنا في السماء ماء مباركا، وقال: {أنزلنا} كما قال: {إنا أنزلناه في ليلة القدر}[القدر:1]، ومثل قوله سبحانه: {وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد}[الحديد:25] وقوله تبارك وتعالى: {الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان}[الشورى:17] فذكر سبحانه أنه أنزل الكتاب والميزان معا فقد انتظم القرآن ما انتظم الميزان والحديد، وليس قول من قال لم يذكره الله في القرآن بخلق بحجة(2) ولا تقوم له بذلك بينة، والحجة ما ذكرنا والقول ما به من كتاب الله احتججنا من قول الله سبحانه، وما نسب به كتابه لا نتعدا ذلك ولا نقول بغيره وفي ما نسب الله سبحانه إليه كتابه ودل عليه ووصفه به كفاية لمن أنصف وعقل لا نقول فيه إلا ما ذكره الله عز وجل وبينه وفيه شفاء لما في الصدور، واليسير من الحجج المجزية خير وأقصد من التطويل بغير حجة ولا فيه لسامعه منفعة، وفي ما قلنا به دليل وبيان لمن أراد الحق والإيمان.
[القول في القراءات واختلاف الناس فيها وأصحها]
وسألتم: عن قراءة القرآن واختلاف الناس في بعض حروفه ولغته، وسألتم أن أبين [658] لكم أصح القراءات؟
Page 176