75

فتح الباب ودخلت منه مجموعة من قطاع الخشب من على الطريق، الذين راحوا يدقون بأحذيتهم على الأرض لتنظيفها، ودخلوا إلى الغرفة بوتيرة منتظمة سريعة. أتت النادلة بثلاثة لترات من النبيذ الجديد للمجموعة، وجلسوا هم على طاولتين يدخنون هادئين وقد خلعوا قبعاتهم، واستندوا إلى الخلف على الجدار أو إلى الأمام على الطاولة. وفي الخارج كانت الجياد في عربات الجليد الخشبية تصدر في بعض الأحيان صوت رنين أجراس حادا، حين كانت تهز رءوسها.

كان جورج ونك يشعران بالسعادة. كانا يحبان بعضهما. كانا يعلمان أن عليهما العودة إلى بلدهما.

سأل نك: «متى سيكون عليك العودة إلى المدرسة؟»

أجاب جورج : «الليلة. علي أن آخذ قطار العاشرة وأربعين دقيقة من مونترو.» «ليتك تستطيع البقاء حتى يتسنى لنا التزلج على جبل دنت دي ليس غدا.»

قال جورج: «علي أن أتلقى تعليمي. أوه، ألا تتمنى يا مايك لو أننا فقط نتسكع معا؟ نأخذ زلاجتينا ونركب القطار إلى حيث المكان المناسب للتزلج ثم نذهب ونقضي بعض الوقت في الحانات ونتزلج في أوبرلاند ومنطقة فاليه وأنحاء وادي إنجادين ولا نأخذ معنا في حقيبتي الظهر سوى عدة التصليح وبعض السترات وملابس النوم الإضافية ولا نعبأ بالمدرسة أو أي شيء غيرها.» «أجل، ونعبر الغابة السوداء بالطريقة نفسها. كم فيها من أماكن رائعة!» «لقد ذهبت إلى صيد الأسماك فيها بالصيف الماضي، أليس كذلك؟» «بلى.»

أكلا الستردل وشربا ما تبقى من النبيذ.

مال جورج بظهره على الحائط وأغمض عينيه.

تحدث قائلا: «النبيذ يجعلني أشعر بهذا دوما.»

سأل نك: «أهو شعور سيئ؟» «كلا، أنا بخير، لكنه شعور طريف.»

قال نك: «أعرف.»

Unknown page