67

قال جورج بالإيطالية: «ادخل.» ورفع بصره من الكتاب.

على عتبة الغرفة، وقفت الخادمة. كانت تحمل قطة كبيرة مرقشا فراؤها بلون درع السلحفاة. كانت تضمها إليها وقد تدلت أمام جسدها.

قالت: «معذرة، لقد طلب مني مالك الفندق أن أحضر هذه القطة إليك سيدتي.»

الفصل الحادي عشر

كان الجمهور يصيح طوال الوقت ويرمي قطعا من الخبز في الحلقة، ثم بدأ في رمي الوسائد وزجاجات النبيذ الجلدية، مع الاستمرار في الصفير والصراخ. وأخيرا أصبح الثور متعبا جدا من كثرة ما نخزوه بقسوة، فثنى ركبتيه واستلقى على الأرض، ومال أحد مساعدي البيكادور إلى الأمام على رقبته وقتله بالخنجر. قفز الجمهور فوق الحاجز وأحاطوا بالبيكادور وجذبه رجلان وأوقفاه، وقطع رجل خصلة شعره المتدلية من الخلف وراح يلوح بها، واختطفها منه طفل وجرى بعيدا بها. بعد ذلك، رأيت البيكادور في المقهى. كان قصيرا للغاية وله وجه بني وكان ثملا وقال إن ما حدث قد وقع من قبل بالطريقة نفسها. أنا لست بمصارع ثيران جيد في حقيقة الأمر.

في غير أوانه

بالليرات الأربع التي جناها بيدوتسي من العمل في حديقة الفندق، شرب خمرا حتى أصبح في حالة سكر تام . رأى الشاب يسير هابطا على الممر وتحدث إليه بطريقة غامضة. قال الشاب إنه لم يأكل بعد، لكنه سيكون مستعدا للذهاب فور أن يفرغ من الغداء، بعد أربعين دقيقة أو ساعة.

في الحانة القريبة من الجسر، سمحوا له بتناول ثلاث كئوس أخرى من براندي العنب؛ لأنه كان واثقا ومتكتما للغاية بشأن العمل الذي سيقوم به في فترة العصر. كان يوما عاصفا تبزغ فيه الشمس من وراء الغيوم، ثم تختفي تحت رذاذ المطر. كان هذا يوما رائعا لصيد سمك السلمون المرقط.

خرج الشاب من الفندق وسأله عن الصنارتين، وما إذا كان يجب أن تتبعهما زوجته بهما. أجاب بيدوتسي: «أجل، لتتبعنا.» عاد الشاب إلى الفندق وتحدث إلى زوجته. بدأ هو وبيدوتسي في السير على الطريق. كان الشاب يحمل حقيبة صغيرة على كتفه. رأى بيدوتسي الزوجة، والتي بدت شابة مثل زوجها وكانت ترتدي حذاء مخصصا للجبال وبيريه أزرق، وقد بدأت في اتباعهما على الطريق وهي تحمل صنارتي الصيد، مفككتين، كل منهما في يد. لم يحب بيدوتسي أن تسير خلفهما بعيدا. ناداها غامزا بعينه إلى الشاب قائلا: «سيدتي، تعالي وسيري معنا. سيدتي، هيا تعالي. ولنسر كلنا معا.» أراد بيدوتسي أن يسير ثلاثتهم معا في شارع كورتينا.

ظلت الزوجة بالخلف تتبعهما متباطئة ومتجهمة الوجه بعض الشيء. ناداها بيدوتسي برقة: «سيدتي، هيا فلتلحقي بنا وتسيري هنا معنا.» نظر الشاب إلى الخلف وصرخ فيها بشيء ما. توقفت الزوجة عن التباطؤ ولحقت بهما.

Unknown page