Fi Suhba Wa Sahaba
مع الشيخ عبد الله السعد في الصحبة والصحابة
Genres
الحديث الثاني: حديث ابن عباس: ((لا أشبع الله بطنه))
روى الإمام مسلم في صحيحه (4/2010): بإسناده عن ابن عباس قال كنت ألعب مع الصبيان فجاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فتواريت خلف باب، قال فجاء فطحأني طحأة وقال: أذهب وأدع لي معاوية، قال فجئت فقلت: هو يأكل، قال: ثم قال لي أذهب فادع لي معاوية، قال فجئت فقلت: هو يأكل، فقال: لا أشبع الله بطنه.
أقول: وهذا دعاء من النبي صلى الله عليه وآله وسلم على معاوية بسبب تأخره عن تلبية طلب النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
وفي الحديث مثلبتان:
المثلبة الأولى: سبقت في دعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم على معاوية وسنجيب على شبه النواصب في هذا الدعاء والرد على زعمهم بأن هذا فيه فضيلة لمعاوية
المثلبة الثانية: تأخر معاوية عن تلبية طلب النبي صلى الله عليه وآله وسلم والاستمرار في الأكل فهذا له دلالة على قلة المبالاة.
ولو أن واحدا منا طلبه أو أرسل إليه رئيسه في عمله لأتى فورا وترك شؤونه فكيف إذا دعاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟
فالتأخر عن تلبية طلب الرئيس أو المسئول يدل على شيء من اللامبالاة، فكيف بالتأخر عن تلبية طلب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خاصة وأنه قد كرره.
ومما يدل على أن الدعاء كان مما يستحقه معاوية أصبح لا يشبع بعد الحديث إلا إعياء قول ابن عباس (فما شبع بعدها وروى البلاذريعن المدائني عن عقبة عن عبدالله بن بريدة قال: (كان معاوية يؤتى بالثريدة تكاد تستر الذي يؤاكله فيأكل ويدعو إلى طعامه عدة بعد عدة فيأكل معهم جميعا.
أقول: وقد وفد عبدالله بن بريدة مع أبيه إلى معاوية كما في قصة شرب معاوية للخمر (أو الطلاء المحرم على أقل الاحتمالات) وأصل القصة في مسند أحمد من حديث بريدة بسند صحيح.
وروى البلاذريعن المدائني عن عامر بن الأسود قال: كان معاوية يأكل في اليوم أربع أكلات آخرهن أعضلهن وأشدهن ويتعشى فيأكل ثردة عليها بصل كثير).
Page 208