نصح الولاة
الخليفة أبو جعفر هارون الرشيد بن المهدي محمد بن المنصور أبي جعفر (9/ 286).
كان من أنبل الخلفاء، وأحشم الملوك، ذا حج وجهاد، وغزو وشجاعة ورأي.
عن خرزاذ العابد قال: حدث أبو معاوية الرشيد بحديث: «احتج آدم وموسى» فقال رجل شريف: فأين لقيه؟ فغضب الرشيد، وقال: النطع والسيف زنديق يطعن في الحديث فما زال أبو معاوية يسكنه ويقول: بادرة منه يا أمير المؤمنين حتى سكن.
وعن أبي معاوية الضرير قال: صب على يدي بعد الأكل شخص لا أعرفه فقال الرشيد: تدري من يصب عليك؟
قلت: لا؟.
قال: أنا؛ إجلالا للعلم.
وعن الأصمعي: قال لي الرشيد وأمر لي بخمسة آلاف دينار وقرنا في الملأ وعلمنا في الخلا.
وخلف عدة أولاد منهم تسعة بنين اسمهم محمد، أجلهم الأمين المعتصم (ومنهم) أبو العباس، وكان بليدا مغفلا دمنوه مدة في قول: أعظم الله أجركم فذهب ليعزي فأرتج عليه.
وقال: ما فعل فلان؟
قالوا: مات.
قال: جيد، وإيش فعلتم به؟
Page 10