Fawaid Dhahabiyya
الفوائد الذهبية من سير أعلام النبلاء جـ 2
Genres
قال: فاذكر من عام القرآن وخاصه شيئا؟
قلت: قال تعالى: {ولا تنكحوا المشركات} [البقرة: 221].
فاحتمل المراد بها العام فقال تعالى: {والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم} [المائدة: 5] فعلمنا أن مراده بالآية الأولى خاص، أراد: ولا تنكحوا المشركات غير الكتابيات من قبلكم حتى يؤمن.
قال: ومن المحصنات؟
قلت: العفائف.
قال: بل المتزوجات.
قلت: الإحصان في اللغة: الإحراز، فمن أحرز شيئا فقد أحصنه، والعتق يحصن المملوك لأنه يحرزه عن أن يجري عليه ما على المماليك، والتزويج يحصن الفرج لأنه أحرزه عن أن يكون مباحا والعفاف إحصان للفرج.
قال: ما عندي الإحصان إلا التزويج.
قلت له: منزل القرآن يأبى ذلك .. قال تعالى: {ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها} [التحريم: 12] أي أعفته، وقال تعالى: {محصنات غير مسافحات} [النساء: 25] عفائف.
قال: فقد قال في الإماء {فإذا أحصن} [النساء: 25] وهن عندك قد يكن عفائف.
قلت: سماهن بمتقدم إحصانهن قبل زناهن قال تعالى: {ولكم نصف ما ترك أزواجكم} [النساء: 12] وقد انقطعت العصمة بالموت يريد اللاتي كن أزواجكم.
قال: يا شيخ: أنت تلوذ.
Page 104