Fatinat Imbaratur
فاتنة الإمبراطور: فرانسوا جوزيف إمبراطور النمسا السابق وعشيقته كاترين شراط
Genres
وكانت متجهة نحو الباب مخافة أن يفاجئها أحد منه، وما خطر لها أن ينقض عليها من وراءها الشرطي الذي قادها؛ لأنه كان في غرفة مجاورة يسمع المناقشة، فلما سمع بذكر المسدس فتح الباب الآخر من ورائها وانقض عليها وأمسك بذراعيها؛ فأطلقت المسدس، فأصابت الرصاصة أعلى الجدار، وفي الحال خطف المسدس منها قبل أن تنطلق رصاصة أخرى، وصرعها إلى الأرض وصفد يديها وقيد قدميها، والرجل الآخر واقف. فلما أنجز الشرطي عمله، أشار إليه ذاك الرجل أن يتبعه وخرجا معا.
فجعلت البارونة تصيح وتصخب وهي تقول: إذا تركتماني هنا على هذه الحال أملأ الدنيا صراخا واستصراخا.
وأما الرجل فأوعز إلى الشرطي أن يذهب بالعلبة إلى حيث أرشده، ثم عاد إليها وقال: إذا بقيت تصرخين فلا تجهلين كيف أتقي صراخك.
فقالت: عار على رجلين أن يقسوا هذه القسوة على امرأة ضعفية.
الفصل التاسع والثلاثون
دهاء العصفور على الصياد
فقال: إن التي تجرأ على أن تلعب دورا فظيعا على جلالة الإمبراطور ليست ضعيفة، بل يجب أن تبقى رابضة في الحديد كل حياتها.
فجزعت البارونة وخافت العقبى الهائلة، ولكنها تجلدت وقالت بتوءدة: إني البارونة ليوتي، ولي معارف من النبلاء يشهدون أني حسنة السمعة، وأني ... - اعلم جيدا أن البارونة ليوتي اليوم كانت الكونتس الما فورتن بالأمس، والله أعلم ماذا كانت قبل الأمس. - إنك يا سيدي حاكم مستبد. هب أني كما تقول، فلماذا لا تسلمني إلى دائرة البوليس والتحقيق القانوني هناك يثبت قولي أو قولك؟ - إني فوق كل سلطة، فإذا كان لديك ما يبرئك من التهمة فقوليه الآن.
وكان الرجل يتمشى غاضبا فقالت له: إذا كنت يا سيدي حليما، وتمهلني حتى تسمع تاريخ حياتي تثبت لك براءتي . - إذا كنت لا تقرعي أذني بقصة مختلقة، فأسمع قولك، لعل في قصتك ما يفيد. - إني أشكر حلمك العظيم، كنت يا سيدي ابنة لأبوين فاضلين متوسطي الحال، وكانا يعنيان تمام العناية بتربيتي، وكنت في مدرسة القديسة حنة نابغة بين أترابي ...
فاختلج الرجل عند ذلك وحملق فيها واستمرت تقول: واتفق أن عظيما زار مدرستنا فتلوت لديه قصيدة أعجب بها وكافأني عليها، وما لبثت أن علمت أن ذلك العظيم بي أعجب لا بقصيدتي ...
Unknown page