إِن قلتَ: كيف أثبتَ لهم العلم أولًا مؤكدًا بلام القَسَم، ونفاه عنهم آخرًا؟
قلتُ: المثبتُ لهم علمهم بأنَّ من اختار السِّحر، ما له في الآخرة من نصيب، والمنفيُّ عنهم علمهم بحقيقة ما يصيرون إِليه فيها.
أو المثبتُ لهم العلمُ مطلقًا، والمنفيُّ عنهم العقل، لأنه أصل العلم فإِذا انتفى انتفى.
٤٦ - قوله تعالى: (لَمَتُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ) .
أي من السِّحر، وهو خبرٌ لمثوبة.
فإِن قلتَ: " خيرٌ " أفعلُ تفضيل، ولا خير في السِّحر؟
قلتُ: ليس " خيرٌ " هنا أفعل تفضيل، بل هو لبيان أنَّ المثوبة فاضلة كما في قوله تعالى " أَفَمَنْ يُلْقى في النَّار خيرٌ " كما يُقال: الرجوع إِلى الحقِّ خيرٌ من التَّمادي
1 / 36