ومعنى: (كفر دون كفر) ١ أنه ليس يخرج من الملة مع كبره.
والرؤيا أرجو أنها من البشرى، ولكن الرؤيا تسر المؤمن ولا تضره.
وقولك: إن الإيمان محله القلب، فالإيمان بإجماع ٢ السلف محله القلب ٣ والجوارح جميعًا، كما ذكر الله تعالى في سورة الأنفال وغيرها. وأما كون الذي في القلب والذي في الجوارح يزيد وينقص، فذاك شيء معلوم; والسلف يخافون على الإنسان، إذا كان ضعيف الإيمان، النفاق ٤ أو سلب الإيمان كله.
وأما الشبهة التي وردت عليك: إذا كان الرجل مخالفًا دين الإسلام، ويصد عنه، ولكن فيه ورع عن بعض المحرمات، فأنت خابر أن الإنسان يكفر بكلمة واحدة، فكيف الصد عن سبيل الله؟ واذكر قوله تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ﴾ ٥. فإذا كانت الكراهية تحبط الورع الذي تذكر، فكيف الصد مع الكراهة؟ واليهود والنصارى فيهم أهل زهد أعظم من الورع. والله أعلم.
_________
١ ما بين القوسين غير موجود في طبعة أبا بطين.
٢ في طبعة الأسد: (أجمع)، وكذا في طبعة أبا بطين.
٣ في طبعة السلفية زيادة: (على أن)، وكذا في طبعة أبا بطين.
٤ في طبعة الأسد: من النفاق، وفي طبعة أبا بطين: بدون: من النفاق.
٥ سورة محمد آية: ٩.
1 / 51