وأما حد الصبر وحد الشكر، فلا عندي علم إلا المشهور بين العلماء أن الصبر: عدم الجزع، والشكر: أن تطيع الله بنعمته التي أعطاك.
وأما قوله: " من قال: "لا إله إلا الله" صادقًا"، والحديث الآخر: " مخلصا"، فمسألة الصدق والإخلاص كبيرة. ولما ذكر الإمام أحمد الصدق والإخلاص، قال: بهما ارتفع القوم. ولكن يقربها إلى الفهم التفكر في بعض أفراد العبادة، مثل الصلاة والإخلاص؛ فالإخلاص فيها يرجع إلى إفرادها عما يخالف كثيرًا من الرياء والطبع والعادة ١، وغير ذلك. والصدق يرجع إلى إيقاعها على المشروع، ولو أبغضه الناس لذلك ٢.
وحديث البطاقة، ذكر الشيخ أنه رزق عند الخاتمة قولها على ذلك الوجه، والأعمال بالخواتيم، مع أن عليَّ بقيّةُ إشكال. والله أعلم.
وأما معنى: "كل ذنب عصي الله تعالى به شرك أو كفر"، فالشرك والكفر نوع، والكبائر نوع آخر، والصغائر نوع آخر. ومن أصرح ما فيه: حديث أبي ذر فيمن لقي الله بالتوحيد قوله: " وإن زنى وإن سرق " ٣، مع أن الأدلة كثيرة. وإذا قيل: من فعل كذا فقد أشرك أو كفر، فهو فوق الكبائر. وما رأيت ما يخالف مما ذكرت لك، فهو بمعنى الذي هو أخفى من دبيب النمل.
وقول القائل: "كفر نعمة": خطأ، رده الإمام أحمد وغيره.
_________
١ في طبعة الأسد: (والعبادة)، وكذا في طبعة أبا بطين.
٢ في طبعة الأسد: (في ذلك)، وكذا في طبعة أبا بطين.
٣ البخاري: الجنائز (١٢٣٧)، ومسلم: الإيمان (٩٤)، والترمذي: الإيمان (٢٦٤٤)، وأحمد (٥/١٥٢، ٥/١٥٩، ٥/١٦٠، ٥/١٦٦) .
1 / 50