قال: «إني أرى في وجهك قلقا.»
قالت: «قد همني ذهابه لعلمي بغدر أولئك الخائنين ومكرهم.»
فقطع القائد جوهر كلامها قائلا: «لا خوف على الحسين من غدرهم ... ولا يلبث أن يأتي ظافرا بإذن الله. وعند ذلك يحق له أن يكون عريسا لك.»
فخجلت وتوردت وجنتاها وأحبت أن تصرح بما في خاطرها من هذا القبيل فقالت: «هل يأذن مولاي أمير المؤمنين بكلمة أقولها جوابا على ما سمعته.»
قال: «قولي.»
قالت: «أما وقد سمعت من القائد الأكبر ما قاله فأتقدم إلى مولاي أن ...» وأسكتها الحياء والتفتت إلى أم الأمراء كأنها تستنجدها أن تنوب عنها في التعبير عن فكرها ولم تكن أم الأمراء تعلم مرادها فنظرت إليها تستفهمها فأسرت إليها أنها تحب تأجيل الاقتران.
فقال المعز: «سمعت ذلك منها في أمس ... طبعا أننا نؤجله مراعاة للحداد.»
فقالت لمياء: «كلا يا سيدي إنما أعني أنه لا ينبغي أن يتم شيء قبل الانتقام من الخونة.» وتشاغلت برفع كمها عن أناملها ويظهر من وجهها أنها لم تتم حديثها.
فقال جوهر: «إن هؤلاء الخونة لا يمضي كثير قبل أن يكونوا في قبضتنا كما قلت لكم، فهل تعنين غيرهم؟»
قالت: «نعم ... إنهم كثيرون وبعضهم لا يتيسر الوصول إليهم إلا بعد أشهر؛ لأنهم بعيدون ... إن هذه الخيانة يجب أن يقوم صاحب مصر بتحمل عواقبها.» وأشرق وجهها بما بدا فيه من الحماسة.
Unknown page