Fasl al-Khitab fi al-Zuhd wa al-Raqa'iq wa al-Adab

Mohamed Nasr El-Din Mohamed Ouida d. Unknown
112

Fasl al-Khitab fi al-Zuhd wa al-Raqa'iq wa al-Adab

فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب

Genres

(مَا أَغْبِطُ) بِكَسْرِ الْبَاءِ يُقَالُ: غَبَطْتُ الرَّجُلَ أَغْبِطُهُ، إِذَا اشْتَهَيْتَ أَنْ يَكُونَ لَكَ مِثْلُ مَا لَهُ، وَأَنْ يَدُومَ عَلَيْهِ مَا هُوَ فِيهِ (أَحَدًا) وَلَا أَتَمَنَّى وَلَا أَفْرَحُ لِأَحَدٍ (بِهَوْنِ مَوْتٍ) الْهَوْنُ بِالْفَتْحِ الرِّفْقُ وَاللِّينُ أَيْ: بِسُهُولَةِ مَوْتٍ، وَالْإِضَافَةُ فِيهِ إِضَافَةُ الصِّفَةِ إِلَى الْمَوْصُوفِ أَيْ: لَمَّا رَأَيْتُ شِدَّةَ وَفَاتِهِ عَلِمْتُ أَنَّ ذَلِكَ لَيْسَ مِنَ الْمُنْذِرَاتِ الدَّالَّةِ عَلَى سُوءِ عَاقِبَةِ الْمُتَوَفَّى، وَأَنَّ هَوْنَ الْمَوْتِ وَسُهُولَتَهُ لَيْسَ مِنْ الْمُكْرِمَاتِ، وإِلَّا لَكَانَ ﷺ أَوْلَى النَّاسِ بِهِ فَلَا أَكْرَهُ شِدَّةَ الْمَوْتِ لِأَحَدٍ وَلَا أَغْبِطُ أَحَدًا يَمُوتُ مِنْ غَيْرِ شِدَّةٍ. [*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن عبد الله بن أبي ملكية أن عمر بن الخطاب، قال: يا كعب حدثنا عن الموت، قال: يا أمير المؤمنين غصن كثير الشوك يدخل في جوف الرجل فتأخذ كل شوكة بعرق يجذبه رجل شديد الجذب، فأخذ ما أخذ، وأبقى ما أبقى. ولهذا كان موت الفجأة أخذة أسف للعاصي: وتأمل في الحديث الآتي بعين البصيرة: (حديث عبيد الله بن خالد السلمي الثابت في صحيح أبي داود) أن النبي ﷺ قال: موت الفجأة أخذةُ أسف. وزاد البيهقي في شعب الإيمان ورزين في كتابه: "" أخذة الأسف للكافر ورحمة للمؤمن " [*] قال صاحب عون المعبود في شرح سنن أبي داوود: (موت الفجأة): بضم الفاء مدا وبفتحها وسكون الجيم قصرا قال بن الأثير في النهاية يقال فجئه الأمر وفجأة فجاءة بالضم والمد وفاجأه مفاجأة إذا جاءه بغتة من غير تقدم سبب وقيده بعضهم بفتح الفاء وسكون الجيم من غير مد انتهى. (أخذةُ أسف): أي أخذةُ غضب مستفادًا من قوله تعالى: (فَلَمّآ آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ) [الزخرف: ٥٥] ﴿تنبيه﴾: موت الفجأة لا يُعّدُ أخذةُ أسف لغيرِ العاصي: (لحديث عائشة الثابت في الصحيحين) أن رجلا أتى النبي ﷺ فقال * يا رسول الله إن أمي افتلتت نفسها وأظنها لو تكلمت تصدقت فهل لها أجر إن تصدقت عنها قال نعم. [*] قال الحافظ ابن حجر ﵀ في الفتح:

1 / 111