192

واستراح هنيهة واتكأ على المذبح، ثم ابتسم وقال: لا تتلفتوا صوب أحد ولا ينشغل بالكم، أنا أدلكم على المقصودين من كلامي. فالوحش الجردي أخونا بالله خوري مسرح، والتنين البحري هو ابن عمنا قرياقوس ضاهر، والذبان يعرف دقن اللبان.

فقال الآغا، وكان في الكنيسة يحمل إلى الناس بشرى بلصة جديدة، هي دفع إعانة لضيعة زحلت

18

على أثر زلزلة: وأنا نسيتني يا محترم؟

فقال الخوري: لا، أنت هذي مهنتك، ولا أطلب منك إلا أن تعمل الحق وتحضر القداس والصلاة حتى يلهمك الله عمل الخير، ولا يخطر ببالك أن تقيم علي دعوى بإهانة الحكومة.

فأومأ الآغا إلى الخوري بمسبحته الوردية الطويلة، فقال الخوري: لا أتعجب من طولها؛ فابن عمك مطران ...

ثم تنهد وقال: يا فارس، الملبوس لا يعمل القسوس، وليس كل من يقول يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوات، ولكن لا بد من هذه لتذكرنا بواجبنا نحو الله والقريب.

وهنا زحل الخوري مسرح عن مقعده على الخورس، وخرج وهو يبربر،

19

ثم لم يدخل كنيسة عين كفاع أبدا.

Unknown page