10
وأنت تعرف أني ربيت في حنوش وكنت أتصيد السمك. - وصرت تتصيد الدعاوى. - لا تقاطعني: أكون محروما من شركة أمنا الكنيسة البطرسية إذا كنت أقول غير ما أعتقد. بحياة قدسك لا تقاطعني.
وأطرق قرياقوس، وحك رأسه قليلا، ومسح شاربيه من الريلة المنهالة عليهما، وعاد من حيث كان: سمعت شيخ الجامع يقول: وأوحى ربك إلى النحل، ألا يكون معنى هذا أن النحل نبي، وهو يعلم خبث نية البشر؛ ولهذا عمل ما عمل بالآغا.
فقال الخوري: وكلبك غبار هو صاحب إلهام أيضا.
فضحك قرياقوس بملء فمه حتى بدا ناباه، وقال: هذا كلب ربي على معجني وهو صغير، كنت ولا أزال أعزه وأحبه، أقاسمه اللقمة لينجدني متى كبسوا بيتي. وهو يرافقني دائما، وإذا تماسكت ولو مع ابني يوسف يركض غبار مثل هبوب الريح ليساعدني عليه، فعضة الكلب شهادة لي لا علي. هه هه هه. أنا قلت للنحل اعقص، وللكلب عض! والله ثم والله ثم والله، لو لم أعرف أن الآغا يخزق ثيابه، ويدعي علي بالزور أني أهنت شرف الحكومة، وتتخ عظامي في الحبس، كنت خلعت رقبته وقبرته حد بيتي.
اسأل عن ماضيه يا محترم، أما علم امرأة فلان حتى اتهمت سلفها أنه سب دين السلطان، ولا يزال في الحبس إلى اليوم. خافوا ربكم! صحيح أنني قضيت عمري على درب الشريعة، ولكني ما ادعيت على أحد بالزور ولا شهدت بالزور.
فقال الخوري: ولماذا شهد عليك جرجس طنوس أنك كنت تراشق بالحجارة؟
فصفع قرياقوس جبهته العريضة، فرنت كالصنج المشعوث،
11
وصاح: هذا الدعموص
Unknown page