Fann Kimiya
فن الكيمياء: ما بين الخرافات والعلاجات والمواد
Genres
لكن على الرغم من سمية هذه الذبابة الإسبانية، فإن خواصها الفريدة «مفيدة لهؤلاء الذين يريدون تقوية الانتصاب، وتعزيز العلاقة الحميمية.» وفيما يلي هذه الملاحظة الخاصة التي أوردها جسنر:
14
في عام 1579، وخلال إقامتي في بازل، استشار رجل متزوج بعينه (ذلك الصيدلاني الملتحي الصفيق، الذي كان يقطن في الصيدلية)، وكان يشكو من أن عضوه كان أضعف من أن يفض بكارة امرأته في ليلة زفافهما، أحد الأطباء البشريين الكبار، وكان ذائع الصيت، فيما إذا كان بإمكانه إعداد دواء شامل يمكنه من إتمام واجباته.
تحتم علينا اللياقة أن نتوقف عند هذا الحد، لكن النتيجة كانت مؤلمة وعقيمة على حد سواء. (2) كيمياء المعادن العملية
يقوم تطور الكيمياء على ثلاثة قوائم قديمة. يتشكل أحد هذه القوائم من الجذور الروحانية والباطنية والمفاهيمية للكيمياء، والتي بدأت بالثنائي المتقابل، والعناصر الأربعة، ثم تطورت إلى المواد الثلاث الأصلية (الزئبق والكبريت والملح) والتي انبثقت منها نظرية بيشر عن العنصر الذي يعطي خواص زيتية كبريتية وقابلة للاحتراق، أصبحت بدورها نظرية الفلوجستون لشتال. أما القائم الثاني، فيتشكل من الخبرة الكيميائية الطبية العملية، والتقنيات والأجهزة المستوحاة من عمليات الاستخلاص والتقطير التي كانت تجرى باستخدام أعضاء الحيوانات والنباتات التي كانت توفر الأدوية. وقد آل الحال بتلك الكيمياء القائمة على الحيوانات والنباتات إلى أن أصبحت الكيمياء العضوية والكيمياء الحيوية الحديثة التي نعرفها اليوم. أما القائم الثالث، فهو كيمياء المعادن التي انبثقت من التعدين وفنون المعادن القديمة. وبعيدا عن التقنيات المكتسبة والأجهزة المطورة، فقد كان ذلك الفرع من الكيمياء، كيمياء الفلزات والمعادن، هو أول فرع من الكيمياء يربط بين التجربة والنظرية الكيميائية على نحو فعلي، وقد تطورت هذه الكيمياء في النهاية لتصبح الكيمياء اللاعضوية.
يستعين جون ويبستر في كتابه «تاريخ المعادن»،
15
المنشور عام 1671، باقتباس من الكتاب المقدس يرجع كيمياء المعادن إلى عهد النبي موسى، الذي أشار فيه بدوره إلى «توبال قايين» (سفر التكوين، الإصحاح 4، الآية 22)، «ثامن بشري من نسل آدم»،
16
الذي ذكر الكتاب المقدس أنه كان يعمل في الحديد والنحاس. وفيما يلي الكيفية التي ربما اكتشف بها توبال قايين كيمياء المعادن:
Unknown page