Falsafat Tarikh Cinda Vico

Catiyyat Abu Sucud d. 1450 AH
56

Falsafat Tarikh Cinda Vico

فلسفة التاريخ عند فيكو

Genres

Civil ownership

أي الملكية المدنية، وهي ملكية كاملة. فعندما تكونت المدن البطولية بسط الأبطال سلطانهم على الأراضي التي زعموا أنها وصلت إليهم عن طريق الآلهة، وأضافت السلطة الحاكمة إلى ألقابها عبارات تدل على أنهم تملكوا أراضيهم بفضل الآلهة وعنايتهم. من هنا يرى فيكو أنه لو سقط الإيمان بالآلهة أو العناية الإلهية لسقطت كل نظم الأبطال؛ إذ إن كل أشكال التدين من الوثنية إلى اليهودية، فالمسيحية وأخيرا الإسلام تؤمن بالعناية الإلهية

23

هكذا استمد الأبطال قوتهم من ملكية الأراضي التي تحيط بالمدن، وقام النظام الإقطاعي على حماية القوي للضعيف؛ لذا يقسم النبلاء بالآلهة ويقسم العامة بالأبطال. وفي ظل هذا النظام الإقطاعي كان من حق الملوك الأبطال (وهم السلطة الإلهية الحاكمة التي أسست المدن) أن يتصرفوا في الرعايا سواء في أشخاصهم أو ممتلكاتهم، وكان من حقهم أيضا أن يفرضوا عليهم ما شاءوا من الضرائب .

ويقدم فيكو من الحضارة الرومانية والحضارة المصرية القديمة بعض الأمثلة التي تدل على وجود هذه المبادئ الإقطاعية في كل المجتمعات القديمة؛ فقد عرف الرومان أن التجمعات البشرية أو الحكومات نشأت من هذه المبادئ الخالدة التي حددت الملكية، وإذا لم يكونوا قد أدركوا ذلك بالعقل فقد أدركوه بالحدس؛ إذ كانوا يضعون أيديهم على الأراضي بمقتضى هذه الصيغة: «أعلن أن هذه الأراضي ملكي بحق أنني مواطن صاحب حقوق كاملة.» (أي

Quirites

أو حق المواطنة) بهذه الصيغة كانوا يقيمون الدعوى المدنية للدفاع عن حق ملكية الأرض كاملة بما عليها من مزارع وبشر ... إلخ؛ لذا خلقوا شخصية الإله ميركوري

Mercury (هيرمس عند الإغريق) وهو حامل القوانين ورسول الآلهة وتصوروه رسولا مجنحا. وكانت أجنحته تدل على النظم البطولية وعصاه تدل على السيطرة على الأراضي والحقول، وهو الذي ينظم الرعية تحت سيطرة الأبطال. أما عند المصريين القدماء فقد كان الإله «توت» ومعه الثعابين رمز الأرض المزروعة وفي يده صولجان يرمز إلى أن الحكم للكهنة، وعلى رأسه قلنسوة ترمز لسيطرة الكهنة على الأرض.

هكذا كانت طبيعة التنظيمات الاجتماعية البشرية الأولى التي تأسست فيها المدن على الحكم الأرستقراطي الإقطاعي حيث الصراع الدائم بين النبلاء والعامة، فلم يكن للعامة حق المواطنة باعتبارهم أجانب أو أغرابا، وليس من حق الغريب أن يمنح لقب المواطنة. وبهذا تعرضوا لنوع من الحرمان ولم يكن لهم الحق في المشاركة في التنظيمات الدينية ولا حق الاحتفال بطقوس الزواج، وعاشوا أشبه بالضيوف والأغراب في المدن البطولية، فلا عجب أن كان العامة حريصين على تغيير شكل الحكومات لتغيير الوضع الطبقي. أما النبلاء في الجانب الآخر فكانوا يتصورون أنهم مقربون من الآلهة ولهم حق الاحتفال بطقوس الزواج ودفن الموتى واحتكار القوانين والأراضي والنظم العسكرية؛ ولهذا كانوا حريصين على المحافظة على هذا الوضع.

24

Unknown page