Fahm Fahm
فهم الفهم: مدخل إلى الهرمنيوطيقا: نظرية التأويل من أفلاطون إلى جادامر
Genres
Auslegung
و«الفهم»
Sinngebung ، وأن إغفال هذا الفرق هو بالتحديد ما يهدد الدراسات الإنسانية وينال من قدرتها على استخلاص نتائج صائبة صوابا موضوعيا.
ولنتناول الآن بضعة أمثلة من قوانين بتي التأويلية واعتراضاته على جادامر، من شأن هذه الأمثلة أن تلقي مزيدا من الضوء على موقف بتي ودفاعه عن الموضوعية، إن الموضوع التأويلي عند بتي هو «موضعة»
Objectification
لروح الإنسان
Geist
معبر عنها في شكل ذي معنى، التأويل إذن هو بالضرورة تمييز وإعادة بناء للمعنى الذي تمكن المؤلف، باستخدام نوع معين من المادة، من أن يجسده، ويعني ذلك بطبيعة الحال أن الملاحظ يتوجب عليه أن يتحول إلى ذاتية مغايرة، ويرتد، خلال قلب للعملية الإبداعية، إلى الفكرة أو «التأويل» الذي يتجسد في الموضوع، هكذا يتبين، كما يلاحظ بتي، أن الحديث عن موضوعية لا تشتمل على ذاتية المؤول هو حديث واضح البطلان، غير أن ذاتية المؤول يجب أن تنفذ إلى «غيرية» الموضوع و«آخريته»، وإلا فهو لن ينجح إلا في إسقاط ذاتيته على موضوع التأويل، هكذا يتجلى القانون الأساسي والأول لكل تأويل، والذي يؤكد على استقلالية الموضوع، غيرية الغير، آخرية الآخر.
وهناك قانون ثان يتعلق بسياق المعنى أو الكل الذي تؤول الأجزاء المفردة في داخله، ثمة علاقة ترابط داخلي بين أجزاء أي حديث يضفيه المعنى الكلي المحيط المشيد من الأجزاء المفردة، وفي قانون ثالث يعترف بتي ب «موضعية/محلية المعنى»
Topicality of Meaning ، أي الارتباط بموقف المؤول نفسه واهتماماته في الحاضر والذي يدخل في كل فهم وفي كل تأويل، فالذي يقوم بتفسير حدث في الأزمنة القديمة لا حيلة له إلا أن يفسره وفقا لما خبره هو نفسه في حياته، ولا فكاك له من طريقته الخاصة في الفهم ومن مخزونه الخاص من الخبرة، هنا يتبين لنا أن بتي بعيد كل البعد عن تخيل الفهم كمسألة تلق سلبي، إنه على العكس يرى الفهم دائما عملية إعادة تشييد تتضمن خبرة المؤول نفسه في العالم، بل لعلنا لا نجانب الصواب إذا قلنا إن بتي يؤكد مرة ثانية «من حيث المبدأ» فكرة الفهم المسبق التي صرح بها بلتمان.
Unknown page