ومن متقولات ابن دحلان الخرافية ما جاء في ص ٢٦ من رسالته. يقول ابن دحلان: " وقف أعرابي - هكذا لا يكون الواقف إلا أعرابيا مجهولا - على قبره الشريف ﷺ وقال: اللهم إنك أمرت بعتق العبيد، وهذا حبيبك، وأنا عبدك فأعتقني من النار على قبر حبيبك " فهتف به هاتف: يا هذا، تسأل العتق لك وحدك؟ هلا سألت العتق لجميع المؤمنين؟ اذهب فقد أعتقتك!! وهذا كذب صراح على الله، لا يقول هذا مؤمن بالله، وبما له سبحانه من جلال وتقديس، فمن هو هذا الهاتف الذي هتف بهذا الأعرابي؟ وإذا كان الهاتف هو الله تعالى، كما تقول هذه الخرافة - " اذهب فقد أعتقتك " فكيف ينكر الله تعالى على هذا الأعرابي أن يطلب العتق لنفسه، ولا يطلبه لجميع المؤمنين؟ وكان منطق هذا الإنكار أحد الأمرين: إما أن يعتق الله جميع المؤمنين، وإما أن يحرم الأعرابي هذا العتق!! ثم كيف يكلم الله تعالى هذا الإنسان؟ إن الله تعالى لم يكلم أحدا من أنبيائه ورسله، غير موسى ﵇ كما يقول تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ﴾ ١.فهذه ثلاث صور من صور اتصال الله تعالى بالبشر: الوحي، بمعنى الإلهام كما ألهم الله تعالى أم موسى، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى: ﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي