Dibaj Wadi
الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي
Genres
(وكهف(1) كتبه): الكهف: النقر في الجبل كالخزانة، ومراده هاهنا أنهم موضع كتبه، وأراد بالكتب العلم؛ لأنه يحفظ بالكتابة، ويحرس عن الإهمال والضياع.
(وجبال دينه): أراد أنهم يلاذ بهم عن المهالك كما يلاذ بالجبال بالتحرز، أو أن جانبهم مرتفع كارتفاع الجبال، وعزهم شامخ شموخ الجبال، فلا مسامون(2) حقا في أديانهم، فالاستعارة محتملة لما ذكرناه.
(بهم أقام): الضمير في أقام يحتمل أن يكون لله تعالى، أي أن الله تعالى(3) أقام بهم، ويحتمل أن يكون للرسول أي أنه أقام بهم، والأول أوجه الأمرين؛ لأن ذلك من جملة ألطاف الله تعالى بهم، حيث جعلهم على هذه الصفة.
(انحناء ظهره): اعوجاجه.
(وأذهب ارتعاد فرائصه): وأزال حركة فرائصه، والفريصة: اللحمة بين الجنب والكتف من الدابة التي لاتزال ترعد، والفرائص: عروق الأوداج في العنق، والغرض من هذا هو أن الله تعالى قوى أمره، وشد(4) عضده، وقوى أزره بالآل.
ثم أردفه بما يناقض هذه الصفات من حال غيرهم، وأظن أنه يشير به(5) إلى بني أمية، فقال عليه السلام:
(زرعوا الفجور): جعلوا بذره في أراضي مكرهم وعنادهم.
(وسقوه الغرور): لأن البذر لاينبت إلا بالسقي، فجعلوا سقيه ماء الغرور بالأهواء، واستحكم(6) الفجور في الأفعال، والغرور بالأهواء.
Page 170