Your recent searches will show up here
الذريعة (أصول فقه)
على أنه لم يخلص نفسه من الكفر، فيعرف قبح (1) الزنا، لأن هذا تصريح بأنه يعاقب على كفره لا على الزنا، وهذا يوجب أن يعاقبه (2) وإن لم يزن. وقد كان شيخ من متقدمي أصحاب الشافعي (3)، وقد استدللت بهذه الطريقة، قال لي: فأنا أقول: إن (4) الكفار مخاطبون (5) من الشرائع بالتروك دون الأفعال، لأن الأفعال تفتقر (6) إلى كونها قربة، ولا يصح ذلك مع (7) الكفر، والتروك (8) لا يفتقر إلى ذلك. فقلت له: هذا- والله- خلاف الإجماع، لأن الناس بين قائلين، قائل (9) يذهب إلى (10) أن الكفار مخاطبون (11) بكل الشرائع من غير تفرقة، و(12) قائل يذهب إلى أنهم غير مخاطبين بالكل، فالفصل بين الأمرين خلاف الإجماع (13).
ثم إن (14) القربة معتبرة في تروك هذه القبائح، كما أنها معتبرة (15) في الأفعال الشرعية (16)، لأنا إنما أمرنا بأن نترك الزنا ولا نفعله قربة إلى الله تعالى، فمن لم يتركه لذلك، لا يستحق مدحا ولا ثوابا،
Page 77