6 أن شيعة أمير المؤمنين عليه السلام وأتباعه من المهاجرين والأنصار لم ينتموا إلى عرق خاص، بل انحدروا من أعراق مختلفة؛ فكان فيهم رجال من فارس، ورجال عرب من قبائل معد وقبائل اليمن. وقبائل مهد من قبائل غفار وأسلم وطوائف مختلفة من قريش، مثل: بني أسد، بني أمية، بني هاشم.
وقد انحدر الشيعة اليمانيون الأوائل من قبائل مذحج، وقضاعة، والأوس والخزرج. وقد شاهدنا أن من بين الأسماء التي ذكرناها عشرة من الأنصار اليمانيين، وعشرة من المهاجرين المضريين، ورجلين من المهاجرين اليمانيين، ورجلا فارسيا واحدا.
7 أن أتباع أبي بكر الأوائل من المهاجرين والأنصار كانوا ينحدرون من العرق العربي، من قبائل معد واليمن، وكان أغلب أتباعه من قريش، أي من: بني مخزوم، وبني زهرة، وبني أمية، وبني عامر بن لؤي، ومن فهر وعدي. أما أغلب أتباع أمير المؤمنين عليه السلام فهم، فكانوا من قبيلتي الأوس والخزرج.
منزلة أمير المؤمنين علي عليه السلام بين قبائل اليمن
لقد تعرف أهل اليمن على شخصية أمير المؤمنين علي عليه السلام وتبينوا فضائله ومناقبه، وعرفوا التوصيات المؤكدة لرسول الله صلى الله عليه وآله في ضرورة اتباع علي عليه السلام وتحذيره من مخالفته، وذلك من خلال جملة من الحوادث التاريخية، نوجزها فيما يلي:
المهام التي كان رسول الله صلى الله عليه وآله يعهد بها لعلي عليه السلام، ومنها: دعوة قبيلتي همدان ومذحج إلى الإسلام(172)، وإسلام عدد من رؤساء مذحج على يد الإمام علي عليه السلام(173)؛ وتبليغ الدين الإسلامي وتعليم القرآن الكريم وبيان أحكامه لأهل اليمن(174)؛ ومنح النبي صلى الله عليه وآله لأمير المؤمنين عليه السلام الحق الكامل في التصرف في جمع الجزية والزكاة والخمس والغنائم(175).
Page 50