ولد في قرية من قرى إصفهان. عاف الديانة الزرادشتية وأبى اعتناق المسيحية، وسافر إلى بلاد الشام، ومنها إلى الحجاز، ثم قدم المدينة المنورة فأسلم على يدي رسول الله صلى الله عليه وآله، وساهم النبي صلى الله عليه وآله في عتقه بعد وقعة أحد(157). اشترك في حرب الخندق وأشار على النبي صلى الله عليه وآله بحفر الخندق فعمل بمشورته. قال عنه رسول الله صلى الله عليه وآله: سلمان منا أهل البيت(158).
وقد عرف سلمان بمخالفته لأبي بكر، ونقل عنه أنه خاطب صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: أصبتم الخبرة وأخطأتم المعدن(159).
وقال: أصبتم سنة الأولين وأخطأتم أهل بيت نبيكم. وقال: ما أدري أنسيتم أم تناسيتم، أم جهلتم أم تجاهلتم ؟! والله لو أعلم أني أعز لله دينا وأمنع لله ضيما، لضربت بسيفي قدما قدما(160).
ولما بويع أبو بكر قال سلمان: فعلتم ولم تصيبوا(161). وقال لأبي بكر: يا أبا بكر؛ إلى من تسند أمرك إذا نزل بك القضاء ؟! وإلى من تفزع إذا سئلت عما لا تعلم ؟ وفي القوم من هو أعلم منك، وأكثر في الخير أعلاما ومناقب منك، وأقرب من رسول الله قرابة وقدمة في حياته، قد أوعز إليكم وتركتم أمره وتناسيتم وصيته... فالله الله في نفسك، فقد أعذر من أنذر(162).
دور الصحابة اليمانيين في تبلور التشيع
إن الدراسة المعمقة لمواقف المهاجرين والأنصار في مسألة الزعامة والقيادة بعد ارتحال رسول الله صلى الله عليه وآله تقودنا إلى النتائج التالية:
Page 45