المقداد بن عمرو: ينتمي المقداد إلى قبيلة الحاف بن قضاعة، وكان حليفا في مكة للأسود بن عبد يغوث الزهري، فلقب لهذا السبب بالمقداد بن الأسود.
كان المقداد في عداد المسلمين الأوائل، ومن المهاجرين إلى الحبشة، واشترك في وقعة بدر وفي جميع غزوات النبي صلى الله عليه وآله(147). قال عنه رسول الله صلى الله عليه وآله: « إن الله عزوجل أمرني بحب أربعة، وأخبرني أنه يحبهم، قيل: يا رسول الله، سمهم لنا، قال: علي منهم يقول ذلك ثلاثا وأبو ذر والمقداد وسلمان(148).
والمقداد أحد أفراد المجلس الليلي المنعقد في بني بياضة لنقض بيعة أبي بكر، وقد خاطب المقداد أبا بكر بقوله: يا أبا بكر، أربع على نفسك، وقس شبرك بفترك، والزم بيتك... ورد هذا الأمر إلى حيث جعله الله عزوجل ورسوله... وقد علمت أن هذا الأمر لعلي عليه السلام وهو صاحبه بعد رسول الله صلى الله عليه وآله(149).
وروي أن المقداد قال لما بايع عبدالرحمن بن عوف عثمان بن عفان: ما رأيت مثل ما أتي إلى أهل هذا البيت بعد نبيهم! إني لأعجب من قريش أنهم تركوا رجلا ما أقول إن أحدا أعلم ولا أقضى منه بالعدل.. أما والله لو أجد عليه أعوانا. فسأله رجل: رحمك الله، من أهل هذا البيت، ومن هذا الرجل ؟ قال المقداد: أهل البيت بنو عبدالمطلب، والرجل علي بن أبي طالب(150).
Page 43