65

David Copperfield

ديفيد كوبرفيلد: أعدتها للأطفال أليس إف جاكسون

Genres

لم يكن ديفيد مرتاحا للنزول لتناول الإفطار في صباح اليوم التالي؛ وذلك لأن عينيه لم تقعا البتة على السيد ميردستون منذ أن عضه في ذلك اليوم الذي لا ينسى.

لكن لم يكن هناك بد من النزول، وقد وجد السيد ميردستون واقفا وظهره إلى نار المدفأة، بينما كانت الآنسة ميردستون تعد الشاي.

راح السيد ميردستون ينظر إلى ديفيد وكأنه لا يعرفه؛ لكن نظرته كانت ثابتة وغير ودية.

شعر ديفيد بالارتباك؛ لكنه توجه إليه وقال: «معذرة يا سيدي. إنني في غاية الأسف على ما فعلته، وأرجو أن تسامحني.»

رد السيد ميردستون: «أنا سعيد لأنك شعرت بالأسف يا ديفيد.» وناوله اليد التي كان قد عضها. رأى ديفيد أثر العضة عليها.

احمر وجه ديفيد جدا من الخجل، وقال للآنسة ميردستون: «كيف حالك يا سيدتي؟»

تنهدت الآنسة ميردستون، وقالت وهي تناوله ملعقة علبة الشاي ليصافحها بدلا من أن تناوله أصابعها: «آه، يا إلهي! كم ستستغرق الإجازة؟» «شهرا يا سيدتي.» «بداية من متى؟» «من اليوم يا سيدتي.»

قالت الآنسة ميردستون: «يا إلهي! إذن فهناك يوم غير محسوب.»

غضبت الآنسة ميردستون للغاية عندما رأت ديفيد فيما بعد يحمل الرضيع بين ذراعيه؛ كانت متأكدة أنه سيدعه يسقط؛ وقالت لأمه إنه يجب ألا يحمل الرضيع بعد ذلك أبدا. وقد غضبت أكثر عندما قالت والدة ديفيد إن عيني الرضيع تشبهان عيني ديفيد تماما؛ وخرجت تمشي من الغرفة بعجرفة وصفقت الباب.

لم تكن أيام الإجازة أياما سعيدة جدا بالطبع. وكيف تكون سعيدة في وجود السيد والآنسة ميردستون؟ إذ شعر ديفيد أن أمه كانت تخشى أن تتكلم معه، أو أن تعامله بلطف في وجودهما، مخافة أن يزعجهما هذا بطريقة ما؛ لذا تعود أن ينسل إلى المطبخ ليجلس مع بيجوتي، هناك حيث لم يشعر قط أن هناك عقبة في طريقها.

Unknown page