59

David Copperfield

ديفيد كوبرفيلد: أعدتها للأطفال أليس إف جاكسون

Genres

أنهى السيد بيجوتي اللقاء بدعوة ستيرفورث لزيارته يوما ما «مع السيد ديفي.» وتمنى لهما العافية والسعادة.

ردد هام أمنية عمه، وافترق الولدان عنهما بأسلوب غاية في الود؛ ثم عادا وحملا الطعام إلى غرفة النوم دون أن يلاحظهما أحد، حيث أقاما حفلة عشاء عظيمة تلك الليلة.

أفرط المسكين ترادلز جدا في تناول السلطعون، وأصابه الغثيان فجأة أثناء الليل؛ وكان غثيانا شديدا، لدرجة أنه احتاج إلى أن يعالج بجرعات من شراب أسود وحبوب زرقاء؛ وفي صباح اليوم التالي ضرب بالعصا، وفرض عليه حفظ ستة فصول من نسخة الكتاب المقدس اليونانية لرفضه الاعتراف بما أكله وأصابه بالغثيان هكذا.

وهكذا انقضى الفصل الدراسي الأول من حياة ديفيد في المدرسة، ولاحت الإجازات في الأفق وأخذت تقترب أكثر فأكثر. فبدأ ديفيد يخاف من ألا يسمح له السيد ميردستون بالعودة إليهم؛ لكن خوفه تحول إلى سعادة في نهاية المطاف، وفي يوم مبهج وجد نفسه داخل عربة بريد يارمث، وفي طريقه إلى المنزل.

توقفت العربة في مدينة يارمث؛ لكن ليس أمام الفندق الذي تعرفونه حيث ساعده النادل على إنهاء شرائح اللحم وحلوى البودينج. بل فندق آخر يسمى «ذا دولفن»، وأدخل ديفيد حجرة صغيرة لطيفة ليقضي فيها الليلة؛ وكان المفترض أن يقله الحمال باركس في الصباح.

استقبله باركس وكأنما لم يمر على فراقهما سوى خمس دقائق، وما إن صار ديفيد والحقيبة في العربة حتى سار الحصان الكسول بسرعته المعتادة.

قال ديفيد: «تبدو في حال جيدة جدا يا سيد باركس، لقد أبلغت رسالتك. لقد أرسلت خطابا لبيجوتي.»

قال السيد باركس: «نعم!» وقد بدا فظا، ورد على ديفيد بأسلوب جاف.

سأل ديفيد بعد قليل من التردد: «أما كان مناسبا يا سيد باركس؟»

قال باركس: «يا إلهي، بلى.» «الخطاب؟»

Unknown page