وصلنا يافا عند العصر.
ذاع أن بونابرته رفض عرضا من الإنجليز بنقل الجنود إلى الإسكندرية. وتفشى الغضب بين الجنود. وسمعت أحدهم يتساءل ساخرا عن الفدادين الستة التي وعدهم بها بونابرته في طولون.
الثلاثاء 28 مايو
أنهى الفرنساوية احتلالهم ليافا بألعاب نارية، ثم استأنفوا زحفهم. وكنت أسير إلى جوار الصباغ، قال لي إن بونابرته بعث برسالة إلى حكومته في باريس تحدث فيها عن انتصاراته، وكيف أن الطاعون اجتاح عكا، ولو دخل جنوده قلعتها لجلبوا معهم إلى المعسكر جراثيم المرض الخبيث. ولهذا قرر الانسحاب.
وتلفت حوله ثم قال لي بصوت خافت: إنه أمر بتسميم من بقي في مستشفى يافا من مرضى الطاعون، وكانوا زهاء الخمسين مريضا. ورفض الدكتور ديجنيت تنفيذ الأمر؛ فحصل بونابرته على المخدر من الطبيب التركي الحاج مصطفى، وقام رواييه كبير الأجزجية بإعطائه للمرضى.
الأربعاء 29 مايو
سقط على الطريق موتى من الإعياء أو الجراح الخفيفة. ورأيت جنديا ينحني على جسد أحدهم ويقطع حزام نقوده. وتوسل إليه المريض أن يترك له الفرنكات الاثني عشر التي في حزامه، فربما أعطاها لأعرابي ينقذ حياته. لكن الجندي حمل الزنار ومضى.
الخميس 30 مايو
وصل الجيش إلى غزة أمس. وفي الصباح واصلنا الزحف.
السبت أول يونيو
Unknown page